يشارك الفيلم الوثائقي “فاطنة، امرأة اسمها رشيد” في عرضه العالمي الأول ضمن برمجة الدورة الـ22 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وسيُعرض الفيلم يوم 3 دجنبر ضمن فقرة “آفاق”، ليحتفي بعمل وثائقي استثنائي يحفر في الذاكرة المغربية الحديثة. الفيلم من إخراج الفرنسية هيلين هاردر، وهو عمل يتتبع السيرة النضالية للمناضلة والكاتبة المغربية فاطنة البيه، إحدى أبرز الشاهدات على فظاعات سنوات الجمر والرصاص بالمغرب.
مستوحى من كتابها “امرأة اسمُها رشيد”، الصادر عن منشورات الفنك، يتخذ الفيلم من سيرة فاطنة مدخلاً لتأمل التجربة الفردية والذاكرة الجماعية، في صياغة سينمائية تجعل من الماضي مادة حية تعبر الزمن نحو الحاضر.
يرافق الفيلم رحلة فاطنة البيه في مدينة الدار البيضاء، حيث تختلط تفاصيل حياتها اليومية بذكريات الاعتقال والتعذيب التي عاشتها وهي في سن الحادية والعشرين. ومن خلال صور أرشيفية نادرة من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، يُعيد الفيلم بناء جزء من تاريخ المغرب السياسي، مسلّطاً الضوء على شجاعة امرأة حوّلت معاناتها إلى التزام راسخ بالدفاع عن العدالة والكرامة الإنسانية.
اليوم، وقد بلغت 67 عاماً، لا تزال فاطنة وفية لطريق النضال؛ إذ تعمل على دعم حقوق النساء، وترافق ناجيات سوريات من معتقل صيدنايا، كما أسست مبادرات ثقافية لفائدة السجناء القاصرين، من بينها تنظيم مهرجان سينمائي داخل سجن عكاشة بالدار البيضاء.
يمزج الفيلم بين أرشيف سينمائي مغربي أعادت ترميمه مؤسسة الخزانة السينمائية المغربية، وبين لقطات معاصرة تُظهر تحركات فاطنة في المدينة، وتفاعلها مع أفراد عائلتها وشركائها في العمل الحقوقي. ووفق المخرجة هيلين هاردر، فإن الانتقال بين الأزمنة يهدف إلى إبراز استمرارية الحلم الذي تحمله فاطنة منذ الطفولة رغم ما واجهته من قمع.
هذا البناء البصري يجعل من الدار البيضاء فضاءً تتقاطع فيه الذاكرة الفردية مع الذاكرة الوطنية، حيث تتردد أصوات الماضي في شوارع الحاضر، وتتشكل قصة امرأة صمدت كي لا يُطوى تاريخها في الصمت.






