
نظمت يومي 28 و29 ماي 2025 أشغال المؤتمر الدولي “تحلية 2.0: الانتقال الطاقي في صلب مستقبل الماء بالمغرب وغرب إفريقيا”، الذي جمع أكثر من 750 مشاركًا بين وزراء وخبراء ومستثمرين من دول إفريقية، لمواجهة تحديات ندرة المياه عبر حلول مبتكرة تعتمد على الطاقات المتجددة والتقنيات الذكية.
في ظل الضغط المائي المتصاعد، قدّم المؤتمر – المنظم من طرف الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة بشراكة مع الشركة الجهوية المتعددة الخدمات سوس ماسة ووزارات مغربية – رؤية جديدة لـ “السيادة المائية” عبر، تحلية مياه البحر بالاعتماد على الطاقات النظيفة (كالرياح في محطة الداخلة)، وإدماج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتحسين إدارة الشبكات وتقليل الهدر، ومشاريع عملاقة كمحطة الدار البيضاء (الأكبر في إفريقيا بطاقة 300 مليون م³ سنويًا).
وشكّل هذا الحدث منصة لإعادة رسم معالم السيادة المائية للمغرب وعدد من الدول الإفريقية جنوب الصحراء، من خلال التركيز على تحلية مياه البحر باستعمال الطاقات المتجددة وتوظيف التقنيات الحديثة في تدبير الموارد المائية، بما يضمن نجاعة أكبر واستدامة على المدى الطويل.
وتطرق المؤتمر لمفهوم “تحلية 2.0″، الذي يهدف إلى تجاوز النماذج التقليدية في إنتاج الماء، من خلال إدماج تقنيات متقدمة تشمل الأسموز العكسي المطور، والذكاء الاصطناعي، والأنترنت الصناعي للأشياء، بما يسمح بتحسين مراقبة أنظمة الإنتاج والتوزيع، والحد من الهدر، والرفع من مردودية المنشآت.
كما ناقش المؤتمر الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لتحلية المياه، من خلال نماذج تمويل جديدة، وبرامج لتكوين الكفاءات المغربية في مهن الماء، إضافة إلى استعراض سبل تثمين النفايات الناتجة عن عملية التحلية، وعلى رأسها مادة “السُّمور”، بهدف تحويل قطاع التحلية إلى رافعة للتنمية الصناعية المستدامة.