أعطى جلالة الملك محمد السادس، تعليماته من أجل فتح وتشغيل المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بأكادير، بما يضمن دخوله حيز الخدمة في أفضل الظروف، وتوفير رعاية صحية متقدمة لفائدة سكان جهة سوس ماسة والمناطق المجاورة.
أُقيم المركز الاستشفائي على مساحة تفوق 30 هكتاراً وبطاقة استيعابية تقارب 900 سرير، ليصبح بذلك بمثابة مدينة استشفائية متكاملة تستجيب لحاجيات أزيد من 3 ملايين نسمة من سكان جهة سوس–ماسة والمناطق المجاورة. وقد تم إنجازه باستثمار يفوق 3,1 مليارات درهم، ويضم قطبين رئيسيين: مستشفى التخصصات بطاقة 867 سريراً يشمل أغلب التخصصات الطبية والجراحية، ومستشفى الأم والطفل بطاقة 245 سريراً مخصصاً لطب النساء والتوليد وطب الأطفال والإنعاش الحديث الولادة.
ويتميز المركز الاستشفائي الجامعي بتنظيم دقيق لمسارات الاستقبال والعلاج، مع أقسام طوارئ مستقلة للبالغين والأطفال والنساء، تضم ما مجموعه 66 سريراً مهيأة للتعامل مع مختلف الحالات الحرجة، من السكتات الدماغية إلى الإصابات المتعددة والمضاعفات القلبية. كما يتوفر على 75 سريراً للإنعاش بمواصفات عالية التقنية تشمل أجهزة تنفس ذكية ومراقبة مركزية مستمرة.
وفي إطار دعمه للعرض الصحي المتخصص، يوفر المركز جناحاً متكاملاً للأم والطفل يربط بين مراحل متابعة الحمل، والولادة، والإنعاش، والعناية بالأطفال والرضع، مع قسم حديث للإنعاش الوليدي يضم 21 حاضنة.
أما في ما يخص أمراض القلب والسرطان والجلطات الدماغية، فقد تم تجهيز المركز بوسائل تشخيص متطورة من بينها جهاز PET-Scan للتصوير الإشعاعي المتقدم، إضافة إلى غرفتي قسطرة للقلب وثلاثة أجهزة سكانير حديثة، ما يسمح بالتشخيص السريع والتدخل العلاجي الفوري وفق المعايير الدولية.
ويضم القطب الجراحي المركزي 19 قاعة عمليات مزودة بأحدث التجهيزات الرقمية، إلى جانب روبوت جراحي متطور “Revo I” يُستخدم لأول مرة في إفريقيا، يتيح عمليات دقيقة في مجالات المسالك البولية والجراحة العامة وأمراض النساء مع تقليل مدة الإقامة والمضاعفات. كما يضم المستشفى قاعة متخصصة لعلاج الحروق الخطيرة.
وفي مجال الأمراض المزمنة وإعادة التأهيل، تم تجهيز مركز للغسل الكلي بـ24 آلة متطورة، إلى جانب وحدة حديثة للترويض الطبي والعلاج الفيزيائي، فضلاً عن غرفة للأوكسجين المضغوط تُستعمل في حالات التسممات والجلطات ومضاعفات القدم السكري.
ويُعد المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بأكادير مستشفى رقمياً متكاملاً يعتمد على ملف طبي إلكتروني موحّد يواكب المريض من الاستقبال إلى الخروج، ما يُسهم في تحسين سرعة التشخيص ودقة العلاج. كما تم تجهيز المستشفى بمركز تعقيم وصيدلية آلية لتوزيع الأدوية وضمان سلامة المسار العلاجي، في سابقة على المستوى الجهوي.






