شهدت مدينة مكناس يوم 5 نونبر 2025 افتتاح ملعب مصغّر جديد تابع للاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، يحمل اسم “FIFA Arena mini-pitch”، في مبادرة تروم دعم البنية التحتية الرياضية بالمغرب وتعزيز ممارسة كرة القدم بين الشباب والفتيات. ويأتي هذا المشروع في إطار البرنامج التجريبي الدولي الذي أطلقته الفيفا مطلع سنة 2025 بهدف تعزيز الإدماج الاجتماعي عبر الرياضة، من خلال إنشاء ألف ملعب مصغّر في العالم بحلول سنة 2031، مع التركيز على الأطفال في المناطق القروية والمهمشة.
وأكد غيلسون فرنانديز، مدير قسم الاتحادات الإفريقية في الفيفا، خلال حفل الافتتاح، أن هذه المنشأة “تشكل نموذجاً للتعاون المثمر بين الفيفا والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في أرض غنية بالمواهب مثل مكناس، تتيح للشباب التعبير عن أنفسهم عبر كرة القدم”. وأضاف أن “الرياضة تظل وسيلة لغرس القيم النبيلة في الأجيال الصاعدة، ونحن سعداء بدعم المغرب في هذا المسار التنموي”.
ومن جانبه، أبرز إلكان مامادوف، رئيس قسم الاتحادات الأعضاء في الفيفا، أن المشروع يندرج ضمن رؤية أشمل لتوسيع قاعدة الممارسين ودعم التكوين الرياضي للأطفال، مشيراً إلى أن المغرب أصبح رابع بلد إفريقي يستفيد من هذا البرنامج بعد الجزائر وليبيريا والنيجر، والثاني عشر عالمياً. وقال مامادوف: “أطفال مكناس، من الجنسين، سيتمكنون الآن من ممارسة كرة القدم في بيئة آمنة، تشجعهم على النشاط البدني ونمط حياة صحي، وقد يخرج من هذا الملعب جيل من نجوم المستقبل في الكرة المغربية”.
وتزامن تدشين الملعب مع فعاليات اليوم الاجتماعي للفيفا، الذي عُقد على هامش كأس العالم للناشئات تحت 17 سنة الجارية بالمغرب، حيث وزّع ممثلو الفيفا على التلاميذ كرات رياضية وكتباً حول أسلوب الحياة الصحي وأقمصة رياضية تحمل شعار الفيفا.
ويُتوقّع أن يستفيد من هذه المنشأة الحديثة والمستدامة نحو 2000 تلميذ وتلميذة من أربع مؤسسات تعليمية بالعاصمة الرباط، في خطوة جديدة ضمن سياسة المغرب الرامية إلى توسيع ممارسة الرياضة في الوسط المدرسي، بعد نجاح برنامج “كرة القدم من أجل المدارس” الذي انطلق في وقت سابق من السنة الجارية.
ويأتي هذا الإنجاز ليُتوّج سنة استثنائية لكرة القدم المغربية، بعد تتويج المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة بلقب كأس العالم في أكتوبر الماضي، وتأهل لبؤات الأطلس لأوّل مرة في التاريخ إلى الدور الثاني من كأس العالم للفتيات تحت 17 سنة، ما يعكس ثمرة استثمار متواصل في البنية التحتية وبرامج التكوين القاعدي.
