افتتحت الدورة الرابعة عشرة للمعرض الدولي للتمور بالمغرب أمس، الأربعاء 29 أكتوبر 2025 بمدينة أرفود، تحت شعار “التدبير المستدام للموارد المائية: أساس تنمية نخيل التمر والواحات”، بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد أحمد البواري ووالي جهة درعة تافيلالت ورئيس الجهة ومنتخبين ومهنيين وعدد من المسؤولين. ويمتد المعرض على مساحة 40 ألف متر مربع بمشاركة 230 عارضاً مغربياً وأجنبياً، ومن المرتقب أن يستقطب أكثر من 90 ألف زائر، ليشكل منصة متميزة لتبادل الخبرات وعقد الشراكات وتثمين المنتوج الوطني.
وبمناسبة المعرض الدولي للتمور، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن الإنتاج الوطني من التمور يُتوقع أن يتجاوز 160 ألف طن برسم الموسم الفلاحي 2025-2026، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 55% مقارنة بالموسم السابق، وهو أعلى مستوى يُسجل في تاريخ المملكة. ويُعزى هذا الإنجاز إلى الظروف المناخية المواتية التي شهدتها مناطق إنتاج التمور، خاصة جهة درعة تافيلالت التي تساهم بنسبة 76% من الإنتاج الوطني، تليها جهتا سوس ماسة والجهة الشرقية بنسبة 11 في المائة لكل منهما، إذ ساهمت درجات الحرارة الشتوية المعتدلة والتساقطات المطرية خلال شهري مارس وأبريل في تحسين عقد الثمار ونضجها.
ويشكل قطاع نخيل التمر رافعة اقتصادية واجتماعية وبيئية رئيسية بالمغرب، إذ يدر رقم معاملات سنوي يناهز ملياري درهم ويوفر ما يقارب 3,6 ملايين يوم عمل، فضلاً عن كونه مصدراً رئيسياً لعيش نحو مليوني شخص، ومساهمته في الحفاظ على التوازن البيئي ومكافحة التصحر. وبفضل الجهود المبذولة في إطار مخطط المغرب الأخضر ثم استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، ارتفعت المساحة المخصصة لنخيل التمر من 50.900 هكتار سنة 2008 إلى أزيد من 69.400 هكتار سنة 2025، فيما ارتفع الإنتاج بنسبة 77% خلال الفترة نفسها، مما يعكس دينامية القطاع وقدرته على الصمود أمام التحديات المناخية والمائية.
وعلى هامش افتتاح المعرض، قام الوزير بزيارة مشروع التهيئة الهيدروفلاحية لمقطع الصفا، الهادف إلى نقل مياه الفيض من وادي اغريس إلى ضاية مرزوكة باستثمار يفوق 85 مليون درهم، لفائدة حوالي 6.770 نسمة ولسقي مساحة تناهز 1.194 هكتاراً بجماعتي الريصاني والطاوس. وسيمكن هذا المشروع من تحسين تعبئة المياه السطحية وتعزيز سقي المناطق الفلاحية بالمنطقة، مع خلق ما يزيد عن 341 ألف يوم عمل خلال فترة إنجازه. كما شهدت فعاليات المعرض توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والمعهد الوطني للبحث الزراعي، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، في إطار إطلاق البرنامج النموذجي لتنمية الواحات بالمغرب، بتمويل قدره 200 ألف دولار أمريكي، يهدف إلى دعم البحث العلمي والابتكار والممارسات المستدامة بالمناطق الواحية.






