
تعد صناعة السروج التقليدية من أعرق الصناعات المغربية التي امتدت جذورها عبر التاريخ، وجعلت من المدن العريقة مثل فاس ومراكش مراكز إشعاع لهذا الفن الراقي. فالسروج المغربية ليست مجرد أدوات للفروسية، بل تحفة فنية تتطلب تضافر مجموعة من الحرف التقليدية، ليخرج في النهاية منتج يجمع بين الجمال والفن والإتقان.
عبد العالي شفوق، صانع السروج التقليدية بمدينة فاس، والذي يمارس هذه الحرفة بفخر، صرح لموقع 7 نيوز قائلاً: “نحن نشارك في الدورة السادسة عشرة من معرض الفرس، وهو متنفس للصناع التقليديين تحت إشراف وزارة الصناعة التقليدية وحرف المغرب. ونحن فخورون بتقديم قطاعنا، وهو قطاع صناعة السروج الخاصة بالخيل. نحن جزء من الحرفيين الذين يمتلكون خبرة عالية في فنون صناعة السروج.”
يبرع الصانع المغربي في تزيين السروج برسوم وخطوط مستمدة من التراث الأصيل، ما يجعل الفارس يقف منبهراً أمام براعة الصانع وإتقانه. السروج التقليدية المغربية تظل فريدة من نوعها، وإرثاً متوارثاً عبر الأجيال، ومصدر فخر للصناعات التقليدية بالمملكة. فهي نتاج يدوي خالص، يُطرز غالباً بالحرير أو الصقلي (الخيوط المذهبة)، متحديا بذلك المنتجات الأخرى من مختلف أنحاء العالم.
وأضاف شفوق: “ما يميز السروج التقليدية المغربية أنها فريدة من نوعها في العالم بأكمله، لأن مواصفاتها ليس لها مثيل في باقي البلدان، حيث تجمع بين 14 حرفة تقليدية، من بينها النحاسيات، الطرز، الجلد، النسيج وغيرها. يعمل فيها الصناع معًا لإبداع السروج، التي تعد تحفة فنية فريدة من نوعها.”
ويشهد الإقبال على السروج التقليدية المغربية تزايداً مستمراً من سنة إلى أخرى، مما يعكس تشبث المغاربة بالفرس ومعداته وبالصناعة التقليدية بشكل عام. ويكون الطلب مرتفعاً بشكل خاص خلال المهرجانات الكبرى في مختلف المدن المغربية، وعلى رأسها معرض الفرس في مدينة الجديدة. كما تشهد المبيعات نشاطاً إضافياً قبيل المواسم وبعد انتهاء موسم الحصاد، وكذلك خلال المباراة الوطنية التي تنظمها جامعة الفروسية، حيث يتضاعف الإقبال على اقتناء السروج التقليدية.
وأوضح شفوق أن هناك إعجاباً كبيراً بالسروج المغربية من عدد من الدول العربية وأوروبا، مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، مشيراً إلى أن ثمن السرج يختلف حسب جودة الصنع ومواصفات الطلب، حيث يتراوح بين 5000 درهم و50 ألف درهم.