
في ليلة استثنائية من ليالي مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” في دورته العشرين، ألهب النجم اللبناني راغب علامة، مساء أمس الثلاثاء، منصة النهضة بالعاصمة الرباط، وسط حشود غفيرة من عشاق الفن العربي، الذين لم يتوقفوا عن الغناء والرقص والتفاعل مع نغمات أغانٍ لطالما شكلت جزءاً من ذاكرتهم الموسيقية.
بعفويته الساحرة وحضوره اللافت، قدّم راغب عرضاً مبهراً مزج فيه بين الإتقان الفني والتواصل الحي مع الجمهور، فارتفعت الأصوات مردّدة “قلبي عشقها”، و”نسيني الدنيا”، و”اللي باعنا”، إلى جانب أغانٍ جديدة خطفت اهتمام الحاضرين وأثبتت استمرار نجوميته وتجدده.
المنصة الشرقية للمهرجان تحولت خلال الحفل إلى موجة من الفرح والحماس، حيث عبّر الفنان عن امتنانه لجمهور وصفه بـ”المتفرد والمخلص”، مؤدياً برشاقة راقصة وبسحر الأداء الحي الذي ميّز مسيرته الممتدة.
وقبل صعود علامة إلى الخشبة، أبدعت الفنانة المغربية يسرا سعوف في افتتاح السهرة، بإطلالة تقليدية آسرة، واختارت سعوف أن تسافر بجمهورها بين مقامات النغمة المغربية، من خلال باقة مختارة من الأغاني التراثية والشعبية، على غرار “يابنت بلادي”، “يامول الكوتشي”، و”هاكا ماما”، ولم تغفل تقديم أغنيتها الشهيرة “حبيبي مختلف” التي لقيت تفاعلاً كبيراً، وسط أجواء طغى عليها سحر الفن الأصيل وروح الانتماء.
أداء يسرا لم يكن فقط غناءً، بل عرضاً فنياً متكاملاً أظهر تحكماً موسيقياً لافتاً وحضوراً مسرحياً مميزاً، لتثبت بذلك أنها من أبرز الوجوه الفنية الصاعدة التي تضيف بريقاً خاصاً إلى سهرات “موازين”.
منذ انطلاقه سنة 2001، لا يزال مهرجان “موازين” يحافظ على وهجه، مستقطباً أكثر من مليوني متفرج في دوراته الأخيرة، ليُصنّف كأحد أضخم الأحداث الثقافية في العالم، ومنصة فريدة للتلاقي بين الشعوب على إيقاعات الفن.