نظم معهد المقاولة العائلية بالمغرب، يوم 25 يونيو 2025، جمعه العام العادي الانتخابي، لتجديد هياكله التنظيمية وتعزيز ديناميته المؤسساتية، بحضور عدد من الفاعلين الاقتصاديين وممثلي المقاولات العائلية من مختلف جهات المملكة.
وأسفرت الجلسة الانتخابية، التي جرت تحت إشراف المديرة العامة للمعهد، هدى بنغازي، عن انتخاب مكتب تنفيذي جديد للفترة 2025 – 2027، حيث تم تجديد الثقة في قاسم بناني سميرس رئيسًا للمعهد، فيما تم انتخاب أمين بنكيران نائبًا أول للرئيس، خلفًا لجليل بنعباس الطعارجي، أحد الوجوه البارزة في مرحلة التأسيس.
وتوّج الجمع العام بندوة رفيعة المستوى حملت عنوان “تسليم المشعل”، خُصصت لموضوع الانتقال بين الأجيال داخل المقاولات العائلية، باعتباره رهانًا جوهريًا لاستمرارية هذا النموذج الاقتصادي الحيوي. وشهدت الندوة مداخلات وشهادات إنسانية مؤثرة لعدد من أصحاب المقاولات، سلطت الضوء على التحديات العائلية والتنظيمية المصاحبة لعملية نقل القيادة، بعيدًا عن الطابع التقني البحت. وقد افتتح وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أشغال الندوة، مشددًا على الدور المحوري للمقاولات العائلية في خلق فرص الشغل وتعزيز النسيج الاقتصادي الوطني.
ويُعد معهد المقاولة العائلية، الذي تأسس سنة 2023، أول إطار من نوعه في المغرب يُعنى بمرافقة المقاولات العائلية وتعزيز استمراريتها. وقد نجح، خلال أقل من سنتين، في استقطاب أزيد من أربعين مقاولة تنشط في قطاعات متنوعة، كما حقق إشعاعًا وطنيًا ودوليًا ملحوظًا، من خلال شراكات استراتيجية مع معهد المقاولة العائلية بإسبانيا، ومؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي.
كما أصبح المعهد أول عضو إفريقي في شبكة الشركات العائلية الدولية (FBN International)، وأطلق عدة دراسات محورية حول النظام الضريبي للمقاولات القابضة العائلية، والانعكاسات المحتملة للتعديلات المرتقبة على مدونة الأسرة.
ويواصل المعهد، من خلال برامجه ومبادراته، ترسيخ ثقافة الحكامة الرشيدة داخل المقاولات العائلية، وتحفيز الحوار بين الأجيال، وتقديم حلول مبتكرة لضمان انتقال سلس ومستدام للقيادة، بما يعزز مساهمة هذه المقاولات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب.