نجح المغرب، بفضل الدعم المتواصل للأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء، في إرساء نموذج رائد للتكفل الشامل بالأطفال الصم، جعل من البرنامج الوطني “نسمع” تجربة مرجعية تحظى بتقدير واسع على الصعيد الدولي، بالنظر إلى استمراريته ونجاعته المثبتة على مرّ السنوات.
ويرتكز هذا البرنامج الوطني على تنظيم مسار متكامل لمتابعة الأطفال الصم، يمتد من اختبارات الكشف المبكر عن اضطرابات السمع، وصولاً إلى الإدماج المدرسي، بما يضمن رعاية طبية وتربوية متواصلة. وقد أسهم هذا النهج في تحسين هيكلة التشخيص المبكر، وتوضيح المسارات المرجعية، والتخطيط الدقيق لعمليات زرع قوقعة الأذن، إلى جانب إدماج إعادة تأهيل النطق ضمن مسار منسجم يشمل الأسر، والفرق الطبية، والمؤسسات التعليمية.
وفي هذا الإطار، راكمت الكفاءات الوطنية خبرة متقدمة تحظى باعتراف واسع من قبل مختصين في أوروبا وأمريكا الشمالية، الذين يشيدون بالقدرة المتميزة للفرق المغربية على مواجهة تحديات طبية وتأهيلية كانت تُعدّ، إلى وقت قريب، شبه مستحيلة.
ويُعد هذا الإنجاز ثمرة استثمار مستدام في التكوين، وتعزيز التعاون بين مختلف المتدخلين، وتبادل الخبرات، إلى جانب إرادة راسخة لتوسيع آفاق العمل من أجل تمكين الطفل من استعادة حاسة السمع والاندماج الكامل في المجتمع.
ويتميز النموذج المغربي بجمعه بين الجراحة الدقيقة، والتخصص في مجال السمع وتقويم النطق، والمواكبة الاجتماعية، والمدرسة الدامجة، بما يعزز موقع المغرب كفاعل مبادر ومؤثر، قادر على تقاسم تجربته وإلهام دول أخرى. فبرنامج “نسمع” ليس مجرد مبادرة ظرفية، بل منظومة متكاملة للتكفل المستدام، تهدف إلى ضمان تكافؤ الفرص لكافة الأطفال عبر مختلف جهات المملكة.
وفي هذا السياق، تم إطلاق برنامج “متحدون، لنسمع بشكل أفضل” في 21 دولة بإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية، خاصة السلفادور، حيث استفاد 341 طفلاً من عمليات زرع القوقعة والمتابعة الطبية في إطار هذا البرنامج الدولي.
ويستند هذا الإشعاع الدولي إلى تعاون جنوب–جنوب مهيكل، يقوم على التكوين، ونقل المهارات، ومواكبة الفرق الطبية الأجنبية، بما يسهم في تعزيز القدرات الوطنية للدول الشريكة.






