في سهرة كروية لا تُنسى، شهد العالم واحدة من أكثر المباريات دراميةً وإثارةً في تاريخ كأس العالم للأندية، عندما قاد الحارس المغربي ياسين بونو فريق الهلال السعودي إلى ريمونتادا تاريخية على حساب مانشستر سيتي الإنجليزي، بطل أوروبا، بنتيجة (4-3) في لقاء ماراثوني امتد حتى الأشواط الإضافية، وكتب فيه بونو اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة الكرة العالمية.
جاءت البداية قوية من جانب مانشستر سيتي، الذي استغل ارتباكًا مبكرًا في صفوف دفاع الهلال ليوقع على الهدف الأول، في لقطة أثارت جدلًا واسعًا بسبب لمسة يد لم تُراجع بتقنية الفيديو، وهو ما زاد من غضب الجماهير وأشعل فتيل المباراة.
لكن الهلال لم ينتظر طويلًا، إذ رد بقوة عبر ضغط منظم وروح قتالية عالية، فاستعاد التوازن وعدّل النتيجة، قبل أن يتقدم بهدف ثانٍ وسط ندية ملحوظة، لينتهي الشوط الأول بنتيجة 2-2، تعكس شراسة التنافس.
مع دخول الأشواط الإضافية، تغيرت ملامح المباراة، وبدأ نجم مغربي في التألق بحضورٍ استثنائي. ياسين بونو، الحارس الدولي وصاحب الخبرات الكبيرة، وقف سدًا منيعًا أمام الآلة الهجومية للسيتي، متصديًا لكرات لا تُرد، ومانعًا أهدافًا كانت كفيلة بقتل آمال الهلال.
تصدى بونو لستّ تسديدات خطيرة، جميعها من داخل منطقة الجزاء، وتفوّق في الكرات الهوائية، وأظهر تركيزًا عاليًا في اللحظات الحرجة، ليبقي فريقه في أجواء المباراة ويمنح زملاءه الثقة اللازمة للمضي قدمًا.
سجّل المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي هدفًا ثمينًا برأسية قوية في الشوط الإضافي الأول، لكن الرد جاء سريعًا من مانشستر سيتي بهدف ثالث، لتبلغ الإثارة ذروتها. وفي اللحظات الحاسمة، كان للبرازيلي ليوناردو الكلمة الأخيرة بتسجيله هدف الفوز القاتل، الذي دوّى كالصاعقة في أرجاء الملعب.
ومع ضغط السيتي في الدقائق الأخيرة، ارتدى بونو عباءة البطل، متصدّيًا ببسالة للهجمات المتتالية، ليؤكد مجددًا أنه “أسد العرين”، ويمضي بالهلال نحو انتصار تاريخي يُقصي بطل أوروبا من البطولة.
وفقًا لموقع “SofaScore”، حصل بونو على تقييم 8.0، وهو الأعلى في فريقه، متفوقًا على الجميع بفضل أداء استثنائي شمل:
6 تصديات محققة (جميعها من داخل المنطقة)
استخلاص كرتين بنجاح
نجاح في التحام هوائي
85% دقة تمرير (11 من أصل 13 تمريرة صحيحة)
4 تمريرات طويلة ناجحة من أصل 6
بهذا الأداء، لم يكن بونو مجرد لاعب متألق، بل كان القائد، الملهم، ورجل المباراة بلا منازع. لاعبٌ لا يكتفي بحراسة المرمى، بل يحمي التاريخ ويصنعه.
وبين أهازيج الجماهير وزخم الاحتفالات، سيبقى هذا الانتصار محفورًا في ذاكرة الهلاليين، كرمز لروح لا تُكسر، وبطل اسمه: ياسين بونو.