تحتضن مدينة فاس، الدورة السنوية السابعة للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بمشاركة 300 عالم وعالمة من رؤساء وأعضاء فروع المؤسسة في 48 دولة إفريقية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئيس المجلس المفوض لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أن إنشاء هذه الهيئة، التي بدأت تؤتي ثمارها، تعتبر من “المبادرات النبيلة والخيرات الملكية لجلالة الملك محمد السادس”، باعتباره ضامنًا للمسؤوليات الكبرى، على رأسها الحفاظ على الدين وحماية الثوابت الروحية في المملكة والقارة الإفريقية. وأوضح الوزير أن السلاطين العلويين على مرّ القرون حرصوا على تعزيز روابط الأخوة الروحية مع الدول الإفريقية، وهو ما يتجلى اليوم في اختيار فاس مقرًا للمؤسسة، ما يعكس المكانة العلمية والروحية للمغرب تجاه القارة.
ومن جانبه، أكد عبد القادر شيخ علي إبراهيم، وزير الشؤون الدينية الصومالي السابق ورئيس الفرع الصومالي للمؤسسة، على جهود المؤسسة في ترسيخ القيم والمبادئ الروحية، مشيرًا إلى أن مسابقات حفظ القرآن الكريم والحديث النبوي والبرامج التدريبية تعزز التعليم الديني والفهم المعتدل للإسلام في القارة الإفريقية.
كما تبرز الدورة تفعيل “رابطة مفتي إفريقيا” لتعزيز مواءمة الأطر الدينية بين الدول الأعضاء، فيما اعتبر خاطر عيسى، رئيس فرع تشاد، أن الرسالة الملكية للمشاركين تعكس رؤية رائدة لتعزيز الروابط الروحية والعلمية بين المغرب وإفريقيا.
وتناقش الدورة ثلاثة محاور رئيسية، تشمل تحديث خطة تسديد التبليغ على مستوى الفروع، وإعداد برامج للاحتفاء بمرور خمسة عشر قرنًا على ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتعزيز البرامج السنوية للمؤسسة بما يشمل الحكامة، الندوات، المسابقات، والأنشطة التضامنية لضمان استمرار الإشعاع العلمي والروحي للمؤسسة.
وتختتم الدورة بتقديم بيان ختامي يحدد توصيات الأعمال والتوجيهات العامة للسنة المقبلة، معززًا رسالة المؤسسة في خدمة الدين الإسلامي والأمن الروحي بالقارة الإفريقية.
