الأخبارالمغربمال و أعمال

الدورة التاسعة لملتقى الدار البيضاء للتأمين تحقق نجاحا كبيرا.. و هذه حصيلتها بالأرقام

وعرف الملتقى، مشاركة أزيد من 1000 فاعل وفاعلة في مجال التأمين، يمثلون ما يقارب 40 جنسية.

وفي هذا الصدد،قال محمد حسن بن صالح، رئيس الجامعة المغربية لشركات التأمين وإعادة التأمين إنه “جرى اختيار هذا الموضوع في النسخة التاسعة لملتقى الدار البيضاء للتأمين، نظرا للأهمية الكبرى للتكنولوجيا في تطور صناعتنا”.

وعلى مدار يومين، تمكن مهنيو القطاع من متابعة برنامج غني، تضمن سبع ندوات و4 حلقات نقاش رئيسية حول موضوعات تم اختيارها بعناية فائقة مثل الرقمنة والتقنين والابتكار وأساليب التنقل الجديدة وأهم الاتجاهات في مجال تأمين السيارات. وهي الموضوعات التي تمثل فرصا حقيقية لسوق التأمين، لكنها أيضا تضع المهنيين أمام تحديات أخرى، لاسيما في سياق التغير المستمر الذي يعيشه القطاع.

كما سلطت الدورة التاسعة لملتقى الدار البيضاء للتأمين الضوء على أهم إنجازات دولة نيجيريا في مجال التأمين، باعتبارها ضيف شرف هذه النسخة. وهو التكريس الذي تم تتويجه بتوقيع اتفاقية تعاون تقني بين الجامعة المغربية لشركات التأمين وإعادة التأمين والجمعية النيجيرية لشركات التأمين، التي ستركز على التدريب المهني وتبادل الخبرات، وغير ذلك من الإجراءات الرامية إلى تحسين صناعة التأمين بالمغرب وأفريقيا.

وبهذه المناسبة، قال أولوسيغون أوموشيهين، رئيس الجمعية النيجيرية لشركات التأمين، إن “هذه الاتفاقية ستسمح بتبادل الخبرات بين البلدين فيما يخص التأمين، فضلا عن تعزيز التعاون بين المغرب ونيجيريا”.

وكان موضوع التحول التكنولوجي حاضرا بقوة في مناقشات هذه الدورة، إذ أكد محمد حسن بن صالح، في كلمته الافتتاحية يوم الأربعاء 9 مارس، أن “الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة أو بدون رخصة، وغيرها من المركبات، كلها أمثلة تؤثر على مجال التأمين. نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على تحليل ودمج هذه الأمثلة في سياستنا لإدارة المخاطر، حتى نكون مستعدين ومتأهبين”.

وأضاف رئيس الجامعة أن “التكنولوجيات الجديدة تعد رافعة أساسية لتطوير مهن التأمين وتوفر إمكانيات لا مثيل لها فيما يتعلق بتحسين تجربة الزبناء”.

ومن جهة أخرى، لم يفوت الرئيس الفرصة للاحتفال باليوم العالمي لحقوق المرأة، الذي يصادف افتتاح المؤتمر، من خلال تكريم النساء، اللواتي شرفنا بحضور هذا الملتقى. كما دعا إلى معالجة أوجه عدم المساواة بين الجنسين في مجال التكنولوجيا.
والجدير بالذكر أن 35% من النساء لا يستخدمن الإنترنت، وبحلول عام 2050، ستكون 75% من الوظائف لها ارتباط وطيد بالتكنولوجيا، في وقت لا تشغل فيه النساء سوى 2% من مهن الذكاء الاصطناعي، حسب منظمة الأمم المتحدة.

وشرحت فلورنس لوستمان، رئيسة الجامعة الفرنسية للتأمين، في حديثها حول الاتجاهات العالمية المرتبطة بالابتكار في مجال تأمين السيارات أن “هذا المجال في تطور مستمر من أجل تلبية الاحتياجات المتغيرة للمستهلكين، مثل الاتصال، الذي من شأنه أن يسمح لشركات التأمين بجمع البيانات وفهم سلوك الزبناء بشكل أفضل، ومن تم تقديم تغطية مناسبة”.

ومن جهته قال بيلار غونزاليس، رئيسة UNESPA إنه “مع ظهور السيارات ذاتية القيادة، سيتخذ تقييم المسؤولية شكلا آخرا، حسب السائق والركاب أو حتى مصنع السيارات”.

وأكد جيمس كينت، الرئيس التنفيذي العالمي لشركة Gallagher Re أنه “نحتاج إلى إعادة التفكير في تأمين السيارات في شكل يلائم الجيل الجديد من التنقل”.

وأشار أيضا إلى أنه “يجب على شركات التأمين أن تتكيف مع أنماط التنقل الجديدة، مثل السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة، الخ. والتي تفرض أنواعا جديدة من المخاطر، مثل الهجوم الإلكتروني والقرصنة الذاتية وغيرها من المخاطر”.

واختتم اليوم الأول من الدورة التاسعة لملتقى الدار البيضاء للتأمين بتدخل خبراء بارزين في الرقمنة والسلامة الطرقية، الذين أجمعوا على أن التحول التكنولوجي بالقطاع، يوفر العديد من الفرص لشركات تأمين السيارات لكنه ينطوي أيضا على تحديات يجب أخذها بعين الاعتبار لضمان حسن سير عمليات التأمين.

فيما تم تخصيص اليوم الثاني لمناقشة مواضيع تتعلق بتجربة الزبناء والذكاء الاصطناعي. وفي هذا الصدد قال جوليان بافيلون، مدير التأمين بشركة KPMG Business Transformation، إن “الرقمنة تمثل تحديا حقيقيا للسوق المغربية، التي تعد سوقا تنافسية للغاية، باعتبار أن تأمين السيارات من المجالات الأكثر حضورا فيها. ويسمح التحول الرقمي بدمج منظور الزبناء وتقديم عروض مختلفة وفقا لسلوك واستهلاك كل زبون. ومن المهم أن نعرف أن المستهلكين يستخدمون ما لا يقل عن 6 قنوات اتصال يوميا ويبحثون عن حلول مناسبة من أول تواصل لهم مع شركة التأمين”.

كما شدد على أن المستهلك بحاجة إلى بعض الاستقلالية مع شركة التأمين الخاصة به، بالإضافة إلى المشورة، لاسيما في اللحظات الحساسة مثل الحوادث، مضيفا بأنها “عبارة عن علاقة دافئة وخاصة لا يمكن تحسينها إلا بإدماج التكنولوجيات التي أبانت على نجاعتها،كما أن الاتصالات والإعلام والترفيه أصبحت من المعايير الجديدة لسوق التأمين”.

كما تناول الملتقى موضوعات أخرى مثل القيمة المضافة للتأمين على السيارات والاتصال عن بعد والتصدي للاحتيال في مجال التأمين مع ألمع الخبراء في مجال التأمين.

زر الذهاب إلى الأعلى