الأخبارثقافة

700 فنانة وفنان يحيون ليالي مراكش بالتراث المغربي الأصيل

احتضن قصر البديع التاريخي بمدينة مراكش، مساء أمس الجمعة، افتتاح الدورة الرابعة والخمسين من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، في أجواء احتفالية ألهبت مشاعر الجمهور الغفير الذي توافد على المعلمة العريقة، حيث تمازجت الإيقاعات والألوان في عرض فني باهر، حمل شعار هذه الدورة: “التراث اللامادي في حركة”.

وانطلقت العروض الافتتاحية بمشاركة مميزة من فرق فلكلورية صينية، ضيفة شرف هذه الدورة، لتفسح المجال بعد ذلك أمام لوحات مغربية أصيلة قدمتها فرق تمثل مختلف جهات المملكة، منها الركبة، وأحواش إيمنتانوت، والدقة المراكشية، وكناوة، والركادة، والحصادة، في استعراض حي وغني لثراء الموروث الفني المغربي.

وشكلت هذه التظاهرة الفنية، التي باتت من أبرز المواعيد الثقافية في المغرب، فرصة لإبراز تنوع وغنى التعبيرات الفنية الشعبية، من موسيقى ورقصات وأهازيج تعكس عمق الهوية الوطنية وتعدد روافدها الثقافية. وقد تفاعل الجمهور، مغاربة وأجانب، مع العروض بحماس كبير، في مشاهد تجسد روح التعايش والانفتاح الذي يميز المشهد الثقافي المغربي.

ويشارك في دورة هذه السنة أزيد من 700 فنان وفنانة، موزعين على 65 فرقة فنية تمثل مختلف الأشكال التعبيرية واللغوية التي تزخر بها البلاد. ويشكل هذا التنوع عنصر قوة واستمرارية لمهرجان استطاع أن يحافظ على مكانته كجسر حي بين الأجيال، وفضاء للحوار بين الموروث والتجديد.

وتتزامن هذه الدورة مع الذكرى الأربعين لتأسيس جمعية الأطلس الكبير، الجهة المنظمة للمهرجان، والتي تُعد من أبرز الفاعلين في مجال تثمين التراث الثقافي اللامادي بالمغرب. وتشير المعطيات إلى أن 25%  من الفرق المشاركة تنتمي إلى مدينة مراكش، بينما تمثل النسبة المتبقية جهات ومدنًا أخرى، ما يعكس الطابع الوطني الشامل لهذه التظاهرة.

وتتواصل فعاليات المهرجان إلى غاية الاثنين 7 يوليوز الجاري، حيث ستُقام سهرات فنية بفضاء قصر البديع، تمزج بين الإبداع التقليدي والانفتاح على التجارب الجديدة، بمشاركة فنانين وفرق مرموقة، في أجواء احتفالية تضفي على المدينة طابعًا فنيًا استثنائيًا، يعكس مكانتها كعاصمة ثقافية وروحية للمملكة.

بهذه الانطلاقة الزاخرة بالألوان والإيقاعات، يرسّخ مهرجان الفنون الشعبية بمراكش مكانته كأحد أبرز المواعيد الفنية بالمغرب، وكتظاهرة تسعى إلى صون التراث اللامادي، وإبراز مكانته كرافعة للتنمية الثقافية والسياحية.

زر الذهاب إلى الأعلى