
انطلقت أمس الأربعاء فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى كتاب الدراما، الذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة القطرية تحت شعار “الدراما العربية بين التنظير والتطبيق.. أزمة التطلعات وواقع التحديات”، بمشاركة نخبة من الكتاب والنقاد والفنانين من عدد كبير من الدول العربية من ضمنها المغرب.
ويقام الملتقى هذا العام عن بعد نظرا للإجراءات الاحترازية المتبعة في ظل انتشار فيروس كورونا /كوفيد- 19/، ويتضمن على مدى يومين مجموعة من الفعاليات المتمثلة في خمس جلسات نقاشية، بالإضافة إلى ثلاث ورش متنوعة.
ويشارك من المغرب في الملتقى الكاتب والناقد محمد أشويكة الذي سيقدم مساهمة حول موضوع “الإنتاج الحكومي: الرؤية والدعم” سيخصصها للحديث عن السينما في المغرب ودعم الحكومة للقطاع من أجل النهوض به.
وفي كلمة افتتاحية قال فيصل أحمد السويدي، رئيس اللجنة المنظمة إن الحرص على استمرار الملتقى في نسخته الثالثة يأتي إدراكا لأهميته منذ انطلاقه عام 2018 لدعم الكتابة الدرامية، التزاما بالرسالة الإنسانية والفنية والأدبية، مشيرا إلى أن الملتقى نجح في ترك بصمة على هذا المجال الحيوي وهو ما يظهر من حجم المشاركات التي تقدمت لنيل جائزة الدوحة للكتابة الدرامية.
وأضاف السويدي أن هذه النسخة من الملتقى تمثل فرصة لمراجعة توصيات النسختين السابقتين، والاستفادة بخبرات السابقين واستلهام العناصر التي يمكن أن تسهم في رسم خارطة طريق للاسترشاد بها في الأعمال الدرامية القادمة.
واستهل الملتقى أعماله بجلسة بعنوان “الدراما العربية الواقع والأفق”، تضمنت ثلاث ورقات بحثية، قدم الأولى المخرج القطري جاسم الأنصاري بعنوان “الدراما والتحديات المعاصرة”، رصد خلالها جهود التلفزيون في تعزيز الرسائل الإبداعية عبر الدراما.
وتناول بإيجاز اتجاهات الكتابة في الإنتاج الدرامي القطري، موضحا أنها تشتمل على الاعمال الخاصة بطرح قضايا وسلوك الأفراد، وكذلك مناقشة القضايا الكبرى التي تخص العامة، مؤكدا ان الخطر الأكبر الذي يهدد مكانة أجهزة التلفزيون عموما هو المنافسة القوية للبث الرقمي.
وفي ورقته المعنونة ب “الدراما والمنصات الرقمية … تجارب عربية وعالمية”، قدم الفنان والمخرج السوري هشام الزعوقي رؤيته فيما تشهده الدراما في العالم من خلال المنصات الرقمية الحديثة، والثورة الانتاجية التي طرأت على صعيد الانتاج الدرامي العالمي والترفيه عبر بعض المنصات والتطبيقات الرقمية العالمية وآليات عملها مثل “نت فليكس” و “ابل تي في” وغيرها، متسائلا عن مدى قدرة عالمنا العربي على الدخول في هذه المنافسة في الوقت الذي مازالت المنصات العربية تتحسس خطاها في هذا المجال.
واستعرض بعض تجارب الانتاج العربي على المنصات العالمية، داعيا إلى أخذ الدراما العربية بتلك الآليات الناجحة في العالم من حيث توافر الكوادر الفنية والميزانيات الجيدة للإنتاج.
بدوره، أكد سعيد السيابي الروائي والقاص العماني ، في ورقته المعنونة بـ “الدراما العربية، بنية النص وسؤال التحديث “وجود تجارب حديثة على مستوى الفضاء العربي تمتلك قدرا من العمق والبناء النصي السليم، كما سرد بعض أبرز العيوب التي تتسم بها الدراما العربية حاليا ، من ضمنها مشكلات الورش الكتابية الجماعية وعدم التركيز في الموضوعات المطروحة.
وناقشت الجلسة الثانية من الملتقى محور “الدراما بين القضايا الاجتماعية والمجتمعية” تم خلالها استعراض مدى تأثر الكتاب العرب بالأدب العالمي واقتباس النصوص العالمية، وذلك هروبا من الرقابة في كثير من الأحيان، حيث تم التأكيد أن العالم العربي أرض خصبة تحمل الكثير من القضايا الشائكة التي تحتاج إلى معالجة واضحة.
وأشارت المداخلات خلال هذه الجلسة إلى وجود محاولات تجديد جادة في المسرح التجريبي من بعض الشباب الواعي والملم بالثقافة المسرحية، رغم بعض العوائق التي تقف أمام الشباب في الدراما مثل الفكر المنغلق والخوف من الرقابة.
وأكدت أن الدراما العربية لم تستطع أن تواكب قضايا الشارع العربي، لكنها واكبت أهداف الأنظمة السياسية في كثير من الأحوال، والتي أدركت أهمية استخدام الدراما والأغاني في توجيه الرسائل السياسية، موضحة أن أهم أسباب ذلك هو أن من يمتلك الإنتاج يتحكم في الطرح والفكر والصراع، وتحديدا في الأعمال الدرامية وخاصة المسلسلات التلفزيونية التي تعرض في شهر رمضان وبعض المهرجانات المسرحية والسينمائية.