
شن الجيش الفيدرالي الإثيوبي، اليوم الخميس، الهجوم االنهائي على منشقين عن الجبهة الشعبية لتحرير شعب تيغراي في ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي، بعد انتهاء المهلة التي أعلنها رئيس الوزراء أبيي أحمد.
وأكد الوزير الأول، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، أن المرحلة الأخيرة من عمليات الحفاظ وإعادة سيادة القانون بتغراي انطلقت صباح اليوم الخميس.
وكان الوزير الأول أعلن، يوم الأحد الماضي، مهلة لمدة ثلاثة أيام للمنشقين عن جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي، فيما يتجه الجيش الفيدرالي نحو ميكيلي بعد السيطرة على عدة مدن في الغرب والجنوب والشمال.
وأشار أبيي أحمد إلى أنه بعد نجاح المرحلة الثانية من العملية العسكرية ضد قوات المنشقين عن جبهة التحرير الشعبية لتحرير تغراي، دخل هجوم الجيش الفيدرالي مرحلته الأخيرة والحاسمة للسيطرة على ميكيلي، وتقديم المجرمين للعدالة.
وكان رئيس الوزراء الاثيوبي دعا، عشية الهجوم على ميكيلي، المجتمع الدولي إلى احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده.
وقال الوزير الأول، في بيان، “إذا كنا نقدر ونفهم اهتمام المجتمع الدولي بمساعدة عمليات الحفاظ على الأمن الجارية (في تيغراي)، نود أيضا التأكيد على أن ذلك يجب أن يتم وفقا للقانون الدولي”، مضيفا أن بلاده لم تتقدم بأي طلب للمساعدة من المجتمع الدولي.
وتابع قائلا “مع مراعاة قلق ونصائح أصدقائنا، فإننا نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية، لذلك فإننا نحث المجتمع الدولي بكل احترام عن الامتناع عن أي عمل للتدخل غير مرغوب فيه واحترام المبادئ الأساسية لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
وأضاف أن “إثيوبيا قادرة على ومستعدة لمعالجة هذه الوضعية (نزاع تغراي)، طبقا لقوانينها والتزاماتها الدولية”.
يذكر أن التوتر بين الحكومة الفيدرالية واقليم تيغراي يعود إلى 4 نونبر، عندما هاجمت قوات جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي مواقع القيادة الشمالية للجيش الفيدرالي، لكن قبل ذلك، انسحب الحزب الذي يسير تيغري والذي سيطر على السلطة لمدة ثلاثين عاما في إثيوبيا سنة 2019 من الائتلاف الحكومي للالتحاق بالمعارضة. ومند منذ ذلك الحين، تدهورت العلاقات بين اقليم تيغراي وأديس أبابا، ووصلت إلى حد تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغري للانتخابات الإقليمية، متحدية بذلك الحكومة الفيدرالية التي أجلت الانتخابات بسبب وباء كوفيد -19 ، الأمر الذي أدى بالسلطات التشريعية والتنفيذية إلى إعلان حكومة إقليم تيغراي غير شرعية.
وتدهور الوضع عندما هاجمت قوات جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي في 4 نونبر الجاري قواعد الجيش الفيدرالي المتمركزة في شمال البلاد، وتم إعلان حالة الطوارئ في الإقليم، ورد الجيش الإثيوبي بشن عملية عسكرية واسعة وصفها رئيس الوزراء بالحفاظ وإعادة النظام الدستوري في الإقليم.
وفي ما يتعلق بالوضع على الأرض، قال قائد القوات الجوية الإثيوبية، اللواء يلما ميرداسا، إن قوات الدفاع الإثيوبية الفيدرالية مدعومة بالقوات الجوية تسيطر على جميع المدن والقرى في تيغراي باستثناء العاصمة ميكيلي.
ولحدود اللحظة، لم يتم الإعلان عن أي حصيلة من الخسائر خلال هجوم الجيش الإثيوبي في تيغراي حيث تم قطع شبكات الهاتف والإنترنت.
وعلى الصعيد الإنساني، دفع هذا النزاع العديد من الإثيوبيين إلى اللجوء إلى البلد المجاور السودان الذي استقبل أكثر من 40 ألف لاجئ منذ 10 نونبر، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.