البنك الدولي: الاقتصاد الفضي فرصة لمواجهة شيخوخة السكان

دعا صندوق النقد الدولي إلى تبني سياسات عامة فعالة لتعزيز شيخوخة صحية وزيادة مشاركة كبار السن في سوق العمل، مما يساهم في إطالة حياتهم المهنية ورفع الإنتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي.
جاء ذلك في تقرير جديد للصندوق بعنوان “صعود الاقتصاد الفضي: التأثير العالمي لشيخوخة السكان”، والذي نُشر أمس الأربعاء ضمن سلسلة “آفاق الاقتصاد العالمي”. وأشار التقرير إلى أن استغلال إمكانات الاقتصاد الفضي يمكن أن يساعد الدول في تعزيز النمو وزيادة الموارد المالية في ظل التغيرات الديموغرافية المتسارعة.
وأكد التقرير أن شيخوخة السكان لم تعد ظاهرة تقتصر على الدول المتقدمة، بل أصبحت تشمل أيضًا الاقتصادات الناشئة والنامية، التي تشهد تسارعًا ملحوظًا في وتيرة الشيخوخة.
وتوقع الصندوق أن تتجاوز معظم الاقتصادات المتقدمة والكبيرة في الأسواق الناشئة “نقطة التحول الديموغرافي” بحلول عام 2035، حيث سيبدأ عدد السكان في سن العمل بالانخفاض، مما قد يؤثر سلبًا على النمو العالمي ويزيد العبء على أنظمة التقاعد العامة.
ومع ذلك، أشار الصندوق إلى أن الشيخوخة الصحية يمكن أن تخلق فرصًا اقتصادية كبيرة، حيث يميل المسنون الأصحاء إلى البقاء في سوق العمل لفترة أطول، مما قد يضيف 0.4 نقطة مئوية سنويًا إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بين عامي 2025 و2050.
ولمواجهة التحديات الديموغرافية، أوصى الصندوق باتباع إجراءات مثل: رفع سن التقاعد لزيادة القوى العاملة، وتعزيز مشاركة النساء في سوق الشغل، والاستثمار في الرعاية الصحية الوقائية لكبار السن.
وشدد التقرير على أن شيخوخة السكان يجب ألا تُعتبر عبئًا ديموغرافيًا فحسب، بل فرصة لتحفيز النمو من خلال إصلاحات استراتيجية تزيد إنتاجية المجتمعات المسنّة وتحافظ على استقرارها الاقتصادي على المدى الطويل.