المغرب يدمج الطاقة الشمسية في ضخ مياه الري الزراعي

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن برنامج دعم جديد يهدف إلى إدماج الطاقات المتجددة في القطاع الفلاحي المغربي. يركز البرنامج على استخدام الطاقة الشمسية في ضخ مياه الري، حيث يستهدف تغطية مساحة 51 ألف هكتار.
وسيستفيد الفلاحون المشاركون من دعم مالي يصل إلى 30% من تكلفة شراء وتركيب الألواح الشمسية والمضخات، بحد أقصى 30 ألف درهم لكل مشروع. وقد شهد استخدام الطاقة الشمسية في الري الزراعي زيادة بنسبة 30% خلال العامين الماضيين، حيث تجاوز عدد المزارع التي تعتمد على أنظمة الري بالطاقة الشمسية الألف مزرعة.
تُظهر الدراسات أن اعتماد الطاقة الشمسية في الري يساهم في تقليص كلفة الإنتاج بنسبة تتراوح بين 40 و 60%، مما يعكس الفوائد الاقتصادية والبيئية لهذه المبادرة. وقد تم توفير حوالي 120 مليون كيلوواط ساعة من الكهرباء سنوياً نتيجة لهذا التحول.
على الجانب الفني، يتم تحويل أشعة الشمس عبر الألواح إلى طاقة كهربائية لتشغيل المضخات التي ترفع المياه من آبار الري. يتضمن النظام أيضاً مكونات مثل آلات التحكم والتشغيل، وحوض التخزين، وأجهزة استشعار لتحديد مستوى المياه.
بالإضافة إلى ذلك، تم الاتفاق على تزويد جميع محطات تحلية مياه البحر بالطاقات المتجددة، في ظل التغيرات المناخية التي تؤدي إلى فترات جفاف طويلة. تُعتبر محطة الداخلة لتحلية مياه البحر مثالاً ناجحاً في هذا السياق، حيث اعتمدت الطاقة الريحية.
المغرب يمتلك حالياً 15 محطة لتحلية مياه البحر، مع خطط لإنشاء محطات أكبر، مثل محطة الدار البيضاء، التي ستكون الأكبر في إفريقيا. يهدف المغرب إلى تحقيق 1.4 مليار متر مكعب من المياه المحلاة بحلول عام 2030، مما يسهم في مواجهة التغيرات المناخية وتراجع الموارد المائية.
تظل الفلاحة أكبر مستهلك للمياه في المغرب، حيث تمثل 88% من استهلاك المياه، في حين يمثل القطاع الفلاحي 14% من الناتج الداخلي للمملكة.