الأخبارمال و أعمال

مشاريع طرقية كبرى بالدار البيضاء استعداداً لكأس العالم 2030

أطلقت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب برنامجًا استثماريًا واسع النطاق تتجاوز قيمته 10,25 مليار درهم، بهدف إعادة هيكلة وتوسيع شبكة الطرق السيارة لمواكبة التحولات العمرانية الكبرى وتحسين حركة التنقل، خاصة في محيط مدينة الدار البيضاء. يأتي هذا البرنامج الطموح استجابة لتزايد الضغط على البنية التحتية الطرقية، وسعيًا لتسهيل الوصول إلى المنشآت الكبرى المرتقبة في أفق تنظيم المملكة لكأس العالم 2030.

في هذا الإطار، تبرز الطريق السيار الجديد الرابط بين تيط مليل وبرشيد كمكون محوري لهذا التحول، حيث يتم إنجازه بتصميم مزدوج 3×2 على امتداد 30 كيلومترًا، بكلفة إجمالية تناهز 2,5 مليار درهم. هذا المشروع يسعى إلى تخفيف الاكتظاظ عن العاصمة الاقتصادية عبر ربط الطريق السيار المداري للدار البيضاء بالطريقين السيارين الرابطين بين الدار البيضاء ومراكش، وبرشيد وبني ملال، مرورًا بعقدة برشيد. كما سيمكن من تحسين الربط مع مطار محمد الخامس ومدينة الدروة من خلال تبادلين طرقيين.

وتستند أشغال هذا المشروع إلى تجهيزات وتقنيات هندسية متطورة، إذ يتطلب تعبئة أزيد من 700 ألف طن من مواد التزفيت، و92 ألف متر مكعب من الخرسانة، و6,1 ملايين متر مكعب من الردم، إلى جانب تشييد 24 منشأة فنية لضمان استمرارية الربط بين المحاور المحلية. وقد تم تقسيم الأشغال إلى أربع حصص أسند تنفيذها إلى شركات وطنية، مع تسجيل نسبة إنجاز تفوق 65% في احترام للآجال المحددة.

ضمن البرنامج نفسه، تعمل الشركة على إعادة تهيئة عقدة عين حرودة شمال الدار البيضاء، حيث يعرف هذا المحور الحيوي مرور أكثر من 120 ألف عربة يوميًا، مما يستدعي رفع طاقته الاستيعابية وفصل مسارات السير لتفادي الاختناقات. المشروع، الذي تصل كلفته إلى 750 مليون درهم، يتم تنفيذه بشراكة بين وزارة التجهيز والماء، وزارة الاقتصاد والمالية، مجلس جهة الدار البيضاء سطات، وشركة ADM، وقد بلغت نسبة الأشغال المنجزة فيه نحو 40% رغم إجرائها تحت حركة المرور.

كما انطلقت أشغال إعادة تصميم عقدة سيدي معروف جنوب العاصمة الاقتصادية، والتي ستتحول إلى تبادل طرقي متطور من ثلاثة مستويات يجمع بين نظامي “التوربين” و”البرسيم” لأول مرة في المغرب. ويتضمن هذا المشروع بناء ثماني منشآت فنية وتوسعة المحاور المرتبطة به إلى 2×5 مسارات، بكلفة إجمالية تقدر بـ 500 مليون درهم، وذلك لمواكبة التوسع العمراني وتزايد حركة المرور بالمنطقة.

في أفق سنة 2030، وضعت الشركة تصورًا لإحداث طريق سيار قاري جديد يربط بين الرباط والدار البيضاء بطول 59 كيلومترًا، انطلاقًا من الحاجة إلى تخفيف الضغط على المحور الساحلي وضمان وصول سلس إلى الملعب الكبير المرتقب إنشاؤه بضواحي الدار البيضاء. هذا المشروع، الذي ستنطلق أشغاله قريبًا بتكلفة إجمالية تصل إلى 6,5 مليار درهم، يرتكز على الاستعانة بالكفاءات الوطنية، إذ أسندت 75% من الصفقات إلى مقاولات مغربية، دعمًا للقدرات المحلية ومساهمة في تعزيز دينامية قطاع البناء والأشغال العمومية بالمملكة.

زر الذهاب إلى الأعلى