جامعة UM6P: الذكاء الاصطناعي محور قمة التكنولوجيا المتقدمة

تحتضن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) بمدينة بنجرير، يومي 8 و 9 ماي الجاري، فعاليات الدورة الثانية من قمة “Deep Tech”، التي خُصّصت هذه السنة للتطورات المتسارعة التي يشهدها مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيراته العميقة على الابتكار العلمي والصناعي وريادة الأعمال.
وتأتي هذه الدورة في سياق عالمي يطغى عليه الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح موضوع الساعة لدى الباحثين وصنّاع القرار والمؤسسات، بعد أن فرض نفسه خلال السنتين الأخيرتين كأداة حاسمة في تغيير النماذج المعرفية والتنموية.
وشهدت القمة، المنظمة تحت شعار: “إعادة تعريف التقدم: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي منظومة الابتكار العميق”، مشاركة أزيد من 7.000 شخص من 53 دولة، إلى جانب حضور أكثر من 980 شركة ناشئة قدّمت مشاريعها أمام مستثمرين ومهنيين في القطاع.
وأكد رئيس جامعة UM6P، هشام الحبتي، في افتتاح القمة، أن الذكاء الاصطناعي يعيد صياغة قواعد الصناعة وسلاسل القيمة ومفهوم المنافع العمومية، مشددًا على ضرورة إرساء حكامة أخلاقية لهذا التحول وضمان استفادة عادلة منه على المستوى العالمي.
وأشار الحبتي إلى أن القارة الإفريقية، التي تضم أكبر نسبة من الشباب في العالم، تمتلك إمكانات كبيرة لتوظيف الذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى تعزيز البنيات التحتية والبيئات الحاضنة للابتكار، على غرار ما توفره جامعة UM6P.
من جانبه، اعتبر ياسين لغزيوي، المدير التنفيذي لـ UM6P Ventures، أن الذكاء الاصطناعي يمثل “ابتكار الابتكار”، مبرزًا أنه يمنح لإفريقيا فرصة استثنائية للانطلاق في مجالات جديدة من خلال استغلال المعطيات المحلية وتفعيل دور الجاليات الإفريقية في الخارج.
وتركز المناقشات في هذه الدورة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل الفلاحة، والطاقة، والتعليم، والصحة، وذلك من خلال جلسات حوارية، وعروض تقديمية، ومبادرات لربط المشاريع بالتمويلات، بهدف بناء جسور تعاون فعالة بين المبتكرين والمستثمرين.
وأبرز منظمو القمة أن الذكاء الاصطناعي، الذي كان يُنظر إليه سابقًا كأداة لتحسين الأداء، أصبح اليوم محركًا رئيسيًا في تطوير تقنيات “Deep Tech”، ما يفرض إعادة النظر في نماذج التنمية، وتوجيه الاستثمارات نحو حلول مبتكرة تتماشى مع أولويات المجتمعات الإفريقية والاقتصادات الناشئة.