لأول مرة أمريكي يتولى الكرسي البابوي تحت اسم “ليون 14”

أعلنت الكنيسة الكاثوليكية مساء أمس الخميس 8 مايو 2025، انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست (69 عامًا) بابا جديدًا للفاتيكان تحت اسم “ليون 14″، ليكون بذلك أول بابا من الولايات المتحدة في تاريخ الكنيسة الذي يمتد لأكثر من ألفي عام.
وجاء الإعلان الرسمي بعد تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين عند الساعة 6:08 مساءً، إيذانًا باختيار خليفة للبابا الراحل “فرنسيس”، الذي توفي في 21 أبريل 2025 عن عمر ناهز 88 عامًا. وقد تطلب الأمر 4 جولات تصويت من قبل مجمع الكرادلة الـ 133 لتحقيق النصاب المطلوب (89 صوتًا) لانتخاب البابا الجديد.
من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، أعلن الكاردينال الفرنسي “دومينيك مامبرتي”، رئيس مجمع الكرادلة، بالعبارة اللاتينية الشهيرة “هابيموس بابام” (لدينا بابا) ، ليظهر بعدها “البابا ليون الرابع عشر” أمام عشرات الآلاف من المؤمنين الذين احتشدوا في ساحة الفاتيكان، وسط هتافات ودموع الفرح.
في أول كلمة له، وجه البابا الجديد تحية سلام باللغة الإيطالية بلكنة أمريكية واضحة، قائلًا: *”السلام معكم جميعًا!” ، كما أشاد بسلفه الراحل البابا فرنسيس، وعبّر عن امتنانه للكرادلة على ثقتهم.
وُلد “روبرت بريفوست” في ولاية شيكاغو سنة 1956، وتمتع بمسيرة كنسية طويلة، حيث شغل منصب رئيس مجمع الأساقفة في عهد البابا فرنسيس، ويُعرف بمواقفه المعتدلة وقدرته على التواصل مع التيارات المختلفة داخل الكنيسة، كما يتمتع بخبرة واسعة في إدارة هياكل الفاتيكان، ما جعله مرشحًا قويًا للخلافة.
يتزامن انتخاب البابا الجديد، ليون الرابع عشر، مع موجة من التفاؤل بين المسيحيين حول العالم، الذين يرون فيه قائدًا قادرًا على مواجهة التحديات المعاصرة برؤية متجددة. وقد هنأه رئيس الولايات المتحدة، واصفًا هذا الحدث بأنه “يوم فخر لأمريكا والعالم الكاثوليكي”، في إشارة إلى الأمل المعقود على هذه المرحلة الجديدة. يُتوقع أن يركز البابا الجديد على تعزيز الحوار بين الأديان، ومكافحة الفقر، وحماية البيئة، مستمدًا إرث سلفه، لكن مع إضافة لمسة أمريكية تعكس تنوع الثقافات وروح العصر. وتجسد هذه الأولويات رغبة الكنيسة في تعزيز دورها الإنساني والروحي وسط عالم متغير.