لم يكن تنظيم المملكة المغربية لكأس إفريقيا للأمم 2025 مجرد حدث رياضي عابر، بل شكّل منصة لإبراز قوة البلاد التنظيمية واستثمارها الاستراتيجي في تطوير الرياضة كرافعة للتموقع الإقليمي والدولي.
وشهد ملعب مولاي عبد الله في العاصمة الرباط أجواءً احتفالية مميزة خلال حفل افتتاح البطولة، في انطلاقة عكست مكانة الكان وقيمته الرياضية والثقافية، وسط حضور جماهيري كبير وتنظيم لافت أبرز قدرة المغرب على إخراج حدث إفريقي بحجم عالمي. وانطلق الحفل بعروض فنية واستعراضية جمعت بين التراث الأفريقي والحداثة، حيث قُدمت لوحات موسيقية وراقصة عكست تنوع الثقافات في القارة السمراء، مع استخدام مؤثرات بصرية وتقنيات حديثة أضفت طابعًا مميزًا على الافتتاح.

أثارت الاحتفالية المميزة لافتتاح كأس أمم إفريقيا انتباه الصحافة الدولية، حيث أكدت صحيفة “ذا أثليتيك” الإلكترونية أن استثمارات الملك محمد السادس في الرياضة عززت مكانة المغرب كركيزة أساسية لكرة القدم الإفريقية، خاصة مع التحضيرات لاستضافة مشتركة لكأس العالم 2030 وبناء ملعب كبير جديد بضواحي الدار البيضاء بسعة تصل إلى 115 ألف متفرج. وأضافت الصحيف الإلكترونية أن الضغوط تتضاعف على المغرب، الذي لم يحقق لقب الكان منذ 1976 ولم يصل إلى النهائي منذ 2004، مشيرا إلى الدور البارز لوليد الركراكي في قيادة المنتخب منذ 2022 وإبراز قدراته على الساحة الدولية.

من جهتها، أبرزت مواقع دولية، مثل “زاروبجوم” الروسية، أن تنظيم “الكان” يعد فرصة للمغرب لتقديم صورة مشرقة للقارة الإفريقية، ليس على المستوى الرياضي فقط، بل أيضا على الصعيدين الاقتصادي والسياحي، مشيرة إلى أن هذه النسخة تمثل اختبارا للمغرب في إطار رؤيته 2030، وتضع المنتخب الوطني أمام تحدٍ كبير رغم وجود جيل موهوب من اللاعبين.
كما سلطت وسائل إعلام مثل “سبورت 1” الألماني الضوء على أهمية الفوز باللقب بالنسبة للمغرب، معتبرة أن البطولة تمثل فرصة لإثبات القوة الكروية الصاعدة قبل كأس العالم 2030. وأبرزت الصحافة المصرية، وعلى رأسها “اليوم السابع”، هدف أيوب الكعبي الرائع بطريقة المقصية في مرمى جزر القمر، مؤكدة أنه يعكس جاهزيته لقيادة هجوم “أسود الأطلس” في مشوارهم القاري.
بهذه البطولة، يجمع المغرب بين التحدي التنظيمي والظهور الرياضي المتميز، في خطوة تؤكد سعيه لجعل الرياضة رافعة للتألق الإقليمي والدولي على حد سواء.






