الأخبارالمغرب

ارتفاع مخزون السدود بالمغرب إلى 34.7% بعد الأمطار الأخيرة

بلغ إجمالي موارد المياه في سدود المغرب 5.82 مليار متر مكعب، ما يمثل معدل امتلاء إجمالي قدره 34.7%، ويعود هذا الارتفاع بشكل كبير إلى هطول الأمطار مؤخراً في عدة مناطق، مما عزز تدفق المياه ونتج عنه زيادة بنسبة 20.7% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، أي بزيادة تتجاوز مليار متر مكعب (+1,000.3 مليون متر مكعب).

وتظهر المعطيات الرسمية أن الأمطار الأخيرة ساهمت بشكل مباشر في زيادة منسوب المياه في خزانات السدود بشكل ملحوظ، مما أدى إلى تحسن واضح في الموارد المائية الوطنية. في نفس الفترة من العام الماضي كان حجم المياه المخزنة أقل بأكثر من مليار متر مكعب، مما يُظهر الأثر المباشر لهذه التدفقات الأخيرة على الاحتياطيات.

تُعد هذه الزيادة، التي تُمثل ما يقرب من خُمس الموارد المتاحة حاليًا، مؤشرًا مُشجعًا بعد سنوات متتالية من نقص الأمطار. ومع ذلك، فهي لا تُشير إلى عودة وفرة المياه على نطاق واسع، إذ لا تزال هناك تفاوتات كبيرة بين الأحواض المائية.

وفي هذا السياق، يعود التحسن الملحوظ على المستوى الوطني بشكل أساسي إلى الأداء الجيد لبعض أحواض الأنهار. فقد بلغت نسبة امتلاء نهر أبي رقراق 78.4%، باحتياطيات مائية تقارب 849 مليون متر مكعب، مما يؤكد دوره المحوري في ضمان إمدادات مياه الشرب لمنطقة الرباط-سلا. كما يساهم نهر لوكوس، بنسبة امتلاء 52.6% واحتياطيات تزيد عن مليار متر مكعب، بشكل كبير في الزيادة الإجمالية، حيث امتلأت العديد من سدوده بالكامل أو شبه بالكامل.

أما نهر سبو فقد بلغ 2.38 مليار متر مكعب، بنسبة امتلاء 42.8%، مما يجعله أحد المحركات الرئيسية للزيادة الوطنية في الاحتياطيات. وتُظهر العديد من السدود هناك مستويات عالية، مما يعزز توافر المياه للزراعة وإمدادات مياه الشرب.

وفي منطقة تانسيفت، بلغت نسبة الامتلاء 48.3%، إلا أن الوضع لا يزال متفاوتا، فبعض السدود ممتلئ بأكثر من ثلثي سعته، بينما لا تزال مستويات البعض الآخر أقل.

أما في المنطقة الشرقية، فيُظهر حوض نهر ملوية وضعًا متوسطًا مقارنةً بالمتوسط ​​الوطني، ورغم تحسن المستويات الحالية مقارنة بالعام الماضي، إلا أنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على استمرار هطول الأمطار. ويخضع هذا الحوض، الذي يُستخدم بكثافة للري ومياه الشرب، للمراقبة نظرا للتقلبات المناخية التي تشهدها المنطقة.

على الرغم من التحسن العام، لا تزال العديد من أحواض الأنهار الرئيسية تعاني من ضغوط كبيرة، فحوض أم الربيع لا يمتلئ إلا بنسبة 10.6% فقط، على الرغم من حجم المياه المخزنة فيه الذي يتجاوز 526 مليون متر مكعب، وذلك راجع الى سعة خزاناته العالية جدًا، مما بفرض تعزيز نجاعة شبكات التوزيع، والحد من ضياع المياه، وتحسين تدبير مياه الأمطار داخل المدن، وترسيخ ثقافة الاستعمال الرشيد للموارد المائية،  لتأمين مستقبل مائي أكثر استقرارا.

زر الذهاب إلى الأعلى