يشهد المغرب تعبئة واسعة في قطاع النقل السياحي خلال تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، حيث تم تفعيل خطة وطنية لتأمين تنقل الوفود الرسمية والمنتخبات المشاركة وجماهير المشجعين بين المدن المحتضنة للبطولة. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود شاملة تهدف إلى إنجاح هذا الحدث الرياضي القاري وتعزيز صورة المملكة على الصعيد الدولي.
وأفادت مصادر مهنية بأن مرحلة ما قبل انطلاق المنافسات عرفت تنسيقاً واسعاً بين الفاعلين في القطاع والجهات المعنية، ما أتاح استباق التحديات اللوجستية المرتبطة بتنقل آلاف الوافدين. كما تم إطلاق برنامج لتحديث أسطول النقل السياحي وتكييفه مع معايير الجودة الدولية، إلى جانب اعتماد إجراءات تنظيمية خاصة لفائدة السائقين والمسؤولين عن الاستغلال، لضمان شروط السلامة والجاهزية الميدانية في المناطق ذات الكثافة المرتفعة.
وفي السياق ذاته، تم إعداد مسارات بديلة للتنقل تجنباً لأي اكتظاظ أو اضطرابات محتملة على المحاور الطرقية، مع تخصيص توجيهات ميدانية لدعم سلاسة التحرك بين الملاعب ومناطق الإقامة. كما جرى تطوير أدوات تعريفية وإرشادية موجهة للجماهير الأجنبية، لمساعدتهم على اكتشاف المعالم السياحية للبلاد خارج الفضاءات الرياضية، وتحويل فترات ما بين المباريات إلى فرصة لاكتشاف التنوع الثقافي والجغرافي للمغرب.
وتُعد البنية التحتية للنقل، من طرق سيارة وخطوط سككية وشبكات القطار فائق السرعة، أحد أكبر نقاط القوة في هذا الإعداد اللوجستي، حيث توفر سرعة التنقل ومرونة الربط بين المدن. ويرى مهنيون أن هذه الدينامية تشكل فرصة لترويج الوجهة السياحية المغربية وتحويل الزوار إلى سفراء للمملكة في بلدانهم.
وتأتي هذه الجهود بالموازاة مع برامج تطوير الملاعب ورفع مستوى المنشآت الفندقية، ما يعكس رؤية مشتركة بين الفاعلين العموميين والخواص لجعل نسخة 2025 من كأس أمم إفريقيا تجربة ناجحة رياضياً وتنظيمياً وسياحياً.






