الأخبارمال و أعمال

المغرب يوسّع مشاريع تجميع مياه الأمطار لتعزيز الأمن المائي

في ظل التحديات المتزايدة الناتجة عن ندرة الموارد المائية وتغير المناخ، يواصل المغرب تعزيز استراتيجيته الوطنية لإدارة المياه من خلال مشاريع جمع مياه الأمطار. ووفقاً لوزير التجهيز والماء نزار بركة، فقد تم إنجاز 187 مشروعاً موزعة على عدد من الأقاليم المغربية، حيث تهدف هذه المشاريع إلى تحسين توفير الموارد المائية وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية.

تشمل هذه المشاريع 159 خزّاناً وبحيرة لتجميع مياه الأمطار، إلى جانب 23 نظاماً لالتقاط المياه من أسطح المؤسسات التعليمية، وخمسة حواجز اصطناعية لتغذية المياه الجوفية. وقد تم تنفيذ هذه المشاريع في مناطق تعاني من ضعف الموارد المائية مثل تيزنيت، أكادير، تارودانت، شفشاون، زاكورة، ورزازات، وغيرها من الأقاليم.

وأكد الوزير أن هذه المبادرات ساهمت في تحقيق توفير يصل إلى 30% من استهلاك المياه التقليدية في المناطق المستهدفة، مما يعكس دورها الفعّال في مواجهة التحديات المرتبطة بالأمن المائي. وتتمركز هذه المشاريع في مناطق تعاني من نقص حاد في الموارد السطحية والجوفية، مع تخصيص ميزانية سنوية تبلغ حوالي 80 مليون درهم لهذه الغاية.

في الوقت الحالي، توجد 103 مشاريع أخرى قيد التنفيذ، ومن المتوقع أن تُدار هذه المشاريع بعد الانتهاء منها من قبل وكالات الأحواض المائية أو الجماعات الترابية المعنية. ولتعزيز هذا التوجه، يجري العمل على إصدار مرسوم تنظيمي يحدد آليات جمع وتخزين واستخدام مياه الأمطار، وقد تم تقديم هذا المشروع إلى الجهات المختصة للمصادقة عليه ونشره رسمياً.

إضافة إلى ذلك، أطلق وزير التجهيز والماء برامج وطنية للتوعية والتدريب، كما تم وضع حوافز تشجع المواطنين والمؤسسات على اعتماد تقنيات جمع وتثمين مياه الأمطار. ويهدف المخطط الوطني للماء إلى توسيع استخدامات هذه المياه لتشمل أنشطة غير صالحة للشرب، مثل ري المساحات الخضراء وتنظيف المرافق وتغذية المراحيض، بالإضافة إلى بعض التطبيقات الصناعية والمهنية.

تعكس هذه المبادرات التزام المغرب بترسيخ مبدأ الاستدامة في إدارة موارده المائية، والسعي المستمر لمواجهة الضغوط المتزايدة على مصادر المياه الطبيعية عبر حلول مبتكرة وفعّالة.

زر الذهاب إلى الأعلى