الأخبارالمغرب

ارتفاع مقلق في حوادث السير.. و”نارسا” تعلن خطة صيفية عاجلة

كشفت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا)، أمس الإثنين بالرباط، عن برنامج صيفي استثنائي يروم الحد من الحصيلة الثقيلة لحوادث السير التي يشهدها المغرب خلال الفترة الصيفية، وذلك في سياق ارتفاع مقلق لمؤشرات حوادث السير والضحايا خلال الأشهر الأخيرة.

وأعلن المدير العام للوكالة، ناصر بولعجول، خلال ندوة صحفية، أن البرنامج يرتكز على ثلاث أولويات محورية تتمثل في، محاربة السرعة المفرطة، وتشديد الرقابة على السلوكيات الخطرة في الفضاء الطرقي، وتعزيز مراقبة وسائل النقل العمومي، خاصة على الطرق المؤدية إلى الوجهات السياحية.

وتندرج هذه التدابير ضمن خطة وطنية لمواجهة تدهور مؤشرات السلامة الطرقية، حيث سجلت البلاد، خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، ما مجموعه 62.870 حادثة سير بدنية، خلفت 1.624 قتيلاً، و4.095 مصابًا بجروح خطيرة، و83.313 إصابة خفيفة، مسجلة بذلك ارتفاعًا بنسبة 20,9% في عدد القتلى مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2024.

وأكد بولعجول أن البرنامج يتضمن استعمالًا واسعًا للرادارات الثابتة والمتحركة والمحمولة، وتكثيف المراقبة التقنية لأسطول النقل العمومي والدراجات النارية، إلى جانب تتبع النقاط السوداء عبر منظومة يقظة ميدانية تتيح التحيين اللحظي لخرائط الحوادث.

وتستهدف الحملة بشكل خاص سائقي الدراجات النارية والمشاة، حيث تشير المعطيات إلى أن مستخدمي الدراجات النارية يشكلون حوالي 47% من القتلى على الطرق، فيما تصل نسبة الوفيات في صفوف المشاة إلى 27,3%.

وتشمل الإجراءات المصاحبة لتعزيز السلامة الطرقية تثبيت رادارات في 620 نقطة مصنفة عالية الخطورة، وتعبئة فرق متنقلة للمراقبة في 13 مدينة كبرى، إلى جانب تنظيم حملات تحسيسية ميدانية بمحطات الاستراحة والموانئ ومحطات النقل. كما تشمل فرض المراقبة التقنية الإلزامية على الدراجات النارية التي تفوق سعتها 50 سم³، وتعليق إجراءات نقل ملكية العربات في حال وجود مخالفات جسيمة غير مؤداة، إضافة إلى نشر كاميرات ذكية في الوسط الحضري لرصد المخالفات بشكل تلقائي.

وفي محور التوعية، ستنظم الوكالة قوافل توعوية تحمل اسم “قرى السلامة الطرقية”، تجوب ثماني مدن خلال شهري يوليوز وغشت، وتهدف إلى نشر ثقافة السلامة الطرقية لدى الأطفال والشباب، من خلال ورشات تفاعلية ومحاكاة لحوادث السير.

ويأتي هذا البرنامج في ظل أرقام مقلقة كشفت عنها الوكالة، حيث سجلت سنة 2024 مصرع 4.024 شخصًا على الطرقات، بارتفاع نسبته 5,37% مقارنة بـ2023، فيما بلغ عدد الجرحى الخطيرين 14.718 (+25,95%)، والحوادث البدنية 143.272 (+16,22%).

وسُجلت أعلى نسب الوفيات في جهات الداخلة–وادي الذهب (+62,5%)، وسوس–ماسة (+40%)، ومراكش–آسفي (+38,2%)، في حين كانت جهة كلميم–واد نون الاستثناء الوحيد بانخفاض قدره 20% في عدد القتلى.

كما تم خلال النصف الأول من السنة الجارية إلغاء 1.482 رخصة سياقة بسبب فقدان كامل للنقط، من أصل أكثر من مليوني رخصة شملها سحب النقاط، ما يعكس استمرار المخالفات الجسيمة على الطرق رغم الإجراءات الزجرية المعتمدة.

وأكد بولعجول أن هذه الخطة تأتي في إطار رؤية وطنية مندمجة ترتكز على الوقاية، والمراقبة، والزجر، والتحسيس، مدعومة بآليات تقييم ميدانية تسمح بقياس الأثر الفعلي للتدخلات، بهدف الحد من النزيف المروري وتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية في أفق 2030.

زر الذهاب إلى الأعلى