أداء قوي لـ Stellantis في أمريكا الشمالية وأوروبا
أظهرت النتائج الفصلية لمجموعة Stellantis N.V دينامية واضحة في أدائها المالي خلال الربع الثالث من سنة 2025، إذ سجلت ارتفاعًا في رقم معاملاتها بنسبة 13% لتبلغ 37,2 مليار يورو، مدفوعة بنمو ملحوظ في أسواق أمريكا الشمالية وأوروبا الموسعة ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. ويعكس هذا التطور استعادة المجموعة لإيقاعها الإنتاجي الطبيعي، بعد فترة من التراجع المرتبط بسياسة خفض المخزون التي اعتمدت سنة 2024 في السوق الأمريكية.
بلغت المبيعات الموحدة نحو 1,3 مليون مركبة، أي بزيادة تقارب 152 ألف وحدة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، ما يعزز الثقة في متانة استراتيجية Stellantis التجارية والصناعية، القائمة على تنويع الطرازات وتوسيع التغطية الجغرافية.
وتواصل المجموعة تنفيذ برنامجها الطموح لتجديد محفظة منتجاتها، حيث أطلقت حتى الآن ستة من أصل عشرة طرازات جديدة مبرمجة لسنة 2025، من أبرزها Dodge Charger Daytona وJeep Cherokee وFiat 500 Hybrid وDS No.8. هذا الزخم التجاري انعكس خصوصًا في السوق الأمريكية، التي حققت فيها Stellantis نموًا بنسبة 6% على أساس سنوي، لترتفع حصتها السوقية إلى 8,7% خلال شهر سبتمبر، وهو أعلى مستوى لها منذ منتصف 2024.
في أوروبا، استفادت المجموعة من تعزيز عرضها في الفئة B من خلال طرازات جديدة مثل Citroën C3 وOpel Frontera، مما ساهم في زيادة رقم المعاملات بنسبة 4% رغم تراجع الطلب في فرنسا وإيطاليا. كما أظهر أداء الشركة في الشرق الأوسط وإفريقيا متانة ملحوظة، ما ساعد على تعويض التراجع الطفيف في أمريكا الجنوبية.
بموازاة هذه النتائج، كشفت Stellantis عن برنامج استثماري ضخم بقيمة 13 مليار دولار مخصص للسوق الأمريكية، يمتد على أربع سنوات، ويهدف إلى توسيع الطاقة الإنتاجية وتعزيز الحضور الصناعي للمجموعة في واحدة من أكبر أسواقها العالمية. البرنامج، الذي يُعدّ الأضخم في تاريخ الشركة بالولايات المتحدة، يشمل إعادة تشغيل عدد من المصانع وتطوير خطوط إنتاج جديدة لعلامات Jeep وRam وDodge، مع خطط لرفع الإنتاج الأمريكي بنسبة 50% بحلول سنة 2029.
وتحافظ المجموعة على آفاق مالية إيجابية للفصلين الأخيرين من السنة، إذ تتوقع تحسنًا تدريجيًا في الإيرادات والنتائج التشغيلية مدعومًا بزيادة الكفاءة الإنتاجية ومواصلة التحكم في التكاليف. كما تعمل على مراجعة تقديرات الضمان المحاسبية، ما قد ينتج عنه مصاريف غير متكررة، دون أن يؤثر ذلك على توازن الأداء العام.
تُبرز هذه النتائج المكانة المتقدمة لـStellantis ضمن مصنّعي السيارات العالميين، في ظل سياق دولي تتسارع فيه تحولات الصناعة نحو الكهربة والرقمنة والاستدامة. ويبدو أن المجموعة تواصل ترسيخ موقعها كفاعل رئيسي في صناعة التنقل الذكي، مع الحفاظ على نمو متوازن بين أسواقها الكبرى وتوجه استثماري يراهن على الابتكار والتنوع الإنتاجي.






