“اعْسيلة”… من هو حيوان الراصل الذي أشعل المواقع في المغرب
تحوّل حيوان الراصل، المعروف عالمياً باسم “honey badger”، إلى ظاهرة رقمية في المغرب بعد أن اجتاحت مقاطع فيديوه منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، حيث أطلق عليه رواد الإنترنت لقب “اعْسيلة”، في إشارة طريفة إلى شجاعته وشغفه بالعسل.
هذا الحيوان الصغير ذو الفراء الأسود والأبيض أصبح نجماً على الشبكات الاجتماعية بفضل مقاطع تظهره وهو يهاجم أفاعي الكوبرا، ويسرق بيضها، ويقتحم خلايا النحل وسط سحب من النحل الغاضب، بل ويواجه الأسود والفيلة دون خوف. وفي كل مرة ينجو بأعجوبة، ما جعله رمزاً للمغامرة والجرأة والصمود في نظر المتابعين المغاربة.
ويرى كثيرون أن “اعْسيلة” أصبحت مرآة لروح المغاربة، إذ يجسد الحيوان الصغير شخصية لا تعرف الخوف ولا الاستسلام، تهاجم التحديات مهما كان حجمها وتخرج منها منتصرة، في مزيج من الشجاعة والدهاء وخفة الظل.
وعلى الرغم من طابعها الطريف، تحمل قصة “عسيلة” جانباً علمياً مدهشاً. فحسب علماء الأحياء، يتمتع حيوان الراصل بقدرة نادرة على مقاومة سمّ الأفاعي بفضل طفرة جينية فريدة، إذ يمكنه أن يفقد وعيه لبضع دقائق بعد عضة كوبرا ثم يعود ليستأنف الصيد من جديد.
ينتشر هذا الحيوان في مناطق واسعة من إفريقيا وآسيا، ويشتهر بجلده السميك الذي يعمل كدرع واقٍ، وبقدرته الكبيرة على التأقلم والمثابرة في مختلف البيئات. فهو يحفر، ويهاجم، ويعضّ ويصمد حتى النهاية.
وفي نهاية المطاف، لم يعد “اعْسيلة” مجرد حيوان صغير على الإنترنت، بل تحول إلى رمز مغربي غير رسمي للمقاومة والإصرار – الكائن الذي يسقط لكنه لا يستسلم، ويواجه الخطر بابتسامة وثقة لا تهتز.






