
شهدت عدة مناطق مغربية خلال اليومين الماضيين تساقطات مطرية مهمة، أعادت الأمل في تعزيز الموارد المائية المنهكة بفعل سنوات الجفاف، لكنها في الوقت ذاته كشفت عن ضعف بعض المناطق أمام مخاطر الفيضانات المفاجئة.
ووفق معطيات منصة “الماديالنا”، ارتفعت بحقينة مجموعة من السدود بشكل ملحوظ. ففي إقليم تاونات، زاد مخزون سد إدريس الأول بأكثر من 1,33 مليون متر مكعب ليصل معدل ملئه إلى 37,3%. أما سد آيت مسعود ببني ملال، فقد اقترب من طاقته القصوى بنسبة 90,6% بعد ارتفاع قدره 370 ألف متر مكعب. وفي الجنوب، سجل سد منصور المجهدي بورزازات زيادة فاقت 200 ألف متر مكعب (39,9%)، بينما ارتفع سد ألوذز بتارودانت بنحو 110 آلاف متر مكعب (45,1%). الأبرز كان سد السلطان مولاي علي الشريف بورزازات الذي استفاد من أكثر من 1,18 مليون متر مكعب إضافية، ما يشكل متنفساً حيوياً لمنطقة تعاني من قسوة الجفاف.
هذه الزيادات اعتبرها خبراء المياه “هبة طبيعية” تعزز الأمن المائي وتدعم النشاط الزراعي، خاصة مع تزايد الضغط على الموارد المائية. غير أن الوجه الآخر للأمطار كان أقل إشراقاً؛ إذ تسببت السيول في قطع بعض المسالك بإقليم أزيلال، خصوصاً في جماعة تيفني، كما ضربت فيضانات محلية مناطق بإقليم الحوز الذي لم يتعافَ بعد من آثار زلزال 2023، حيث تعطلت حركة السير في ستي فاطمة. حتى العاصمة الرباط لم تسلم، إذ عرفت شوارعها مساء أمس اضطرابات مرورية جراء هطولات قوية فاقت قدرة شبكات الصرف.
وتؤكد هذه التطورات أن المغرب يعيش مفارقة مناخية صارخة: الأمطار التي ينتظرها الفلاحون بشغف لإنعاش الفرشات المائية والسدود، تتحول في لحظة إلى تهديد للبنى التحتية وللساكنة. وهو ما يفرض، وفق خبراء، الإسراع في الاستثمار في مشاريع الحماية من الفيضانات، ورفع مرونة المدن والقرى أمام الصدمات المناخية المتزايدة.