أفريقياالأخبار

التراث العمراني المغربي في تلمسان يغضب النظام الجزائري وينهي مهام مديرة التسويق في الخطوط الجوية الجزائرية

تسببت الإشارة إلى التراث العمراني المغربي الموجود بمدينة تلمسان، في إعفاء مدير التسويق بشركة الخطوط الجوية الجزائرية من مهامه وتحمليه مسؤولية الخطأ الجسيم الذي وقع فيه بإدخال التراث المغربي والتباهي به.

وركز قسم التسويق بشركة الخطوط الجوية الجزائرية في إعلانه على أن مدينة تلمسان “تفتخر بماضيها الغني والمتنوع، بآثارها التاريخية المغربية والإسبانية، فضلاً عن اللمسة الأندلسية..” وهو المنشور الذي أثار صخبا كبيرا و ردود فعل ساخطة من طرف العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر.

واعتبر هؤلاء أن الترويج لمغربية تلمسان هو جريمة ارتكبتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية ودعوا إلى معاقبة المسؤولين عنها بشدة. وقامت الشركة بحذف المنشور وتعويضه بآخر، من أجل كبح جماح الساخطين وامتصاص غضب وسخرية رواد موقع الفايسبوك في الجزائر.

وتذكر الدراسات التاريخية أن الأمازيغ هم السكان الأصليون للمدينة، قبل أن يدخلها الرومان، ثم جاء عهد الفتوحات الإسلامية الذي أنقذ تلمسان من الاستعمار الروماني بعد أن دخلها القائد العربي عقبة بن نافع عام 671 ميلادي.

وفي عام 789 ميلادي توسّعت “مملكة الأدارسة” المغربية إلى تلمسان، واستمر حكمها لتلمسان إلى غاية عام 985 ميلادي. كما حكم المرابطون تلمسان بعد ذلك عام 1079 ميلادي، عقب أن اقتحمها القائد يوسف بن تاشفين، وبنى فيها مدينة “تقرارات” ومسجد تلمسان العتيق الواقع بقلب المدينة. وانتهى حكم المرابطين لتلمسان عام 1143 ميلادي على يد الموحدين، الذين استمر حكمهم 40 عاماً بقيادة “عبدالمؤمن بن علي الكومي”.

وخلال ذلك، حاصر المرينيون مدينة تلمسان 8 سنوات كاملة من 1299 إلى 1307 ميلادي، بقيادة السلطان المريني أبو يعقوب يوسف، وشيَّدوا خارج أسوارها مدينة المنصورة، ثم عادوا إلى محاصرتها من 1335 حتى 1337 ميلادي، في عهد أبو حسان علي وتمكنوا من دخلوها، حيث دام حكمهم لها 11 عاماً إلى سنة 1348 ميلادي.

وبعد انهيار الأندلس سنة 1492 تحوّلت تلمسان إلى ملاذ آمن للفارين منها، واستقبلت مئات الآلاف من الأندلسيين، غير أن المدينة تعرّضت للاحتلال الإسباني، ورغم محاولاته طمس هويتها، إلا أن تلمسان استفادت من علم وخبرة وثقافة سكان الأندلس في الحفاظ على موروثها، وسمح ذلك أيضا بنقل الإرث الأندلسي إلى تلمسان.

وفي سنة 1555 ميلادي، تمكن العثمانيون من دخول المدينة بقيادة بابا عروج، بعد حرب طاحنة مع الإسبان، واستمر حكمهم لها إلى غاية سنة 1844 تاريخ دخول الاستعمار الفرنسي إلى تلمسان، والتي لم يخرج منها إلا سنة 1962.

المشرفون على صفحة الخطوط الجزائرية قد نشروا صورة للمدينة، تحت تعليق “فخورة بماضيها المجيد والمزدهر ، بآثارها الإسبانية-المغربية و طابعها الاندلسي، تلمسان “مدينة الفن والتاريخ” الملقبة ب “لؤلؤة المغرب العربي “”.

وبعد مرور ما يقارب الثمان ساعات، غير المشرفون على الصفحة التدوينة حيث قاموا بحذف كلمتي “الإسبانية-المغربية”، حيث كشفت وسائل إعلام جزائرية، أن تغيير هذه التدوينة جاء بإيعاز من السلطات الجزائرية حيث تم اعتبارها “خطئا جسيما”.

زر الذهاب إلى الأعلى