تُنظِّم كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وبشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، النسخة الثالثة من برنامج “كنوز الفنون التقليدية المغربية”، في حفل أُقيم أمس الثلاثاء 11 نونبر 2025 بالرباط.
وأوضح لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في كلمته الافتتاحية، أن البرنامج يهدف إلى توسيع قاعدة المستفيدين ليشمل مختلف جهات المملكة وفئات اجتماعية متنوعة، بما في ذلك السجناء، في إطار مبادرات إعادة الإدماج وتأهيل الشباب داخل المؤسسات السجنية. كما وقع اتفاقيات لتوسيع البرنامج نحو الأقاليم الجنوبية، خاصة كلميم واد نون، والعيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، لتعزيز الإدماج الاجتماعي وضمان الاستمرارية بين الأجيال في نقل الحرف التقليدية.
من جهته، عبّر شريف احميمد، مدير مكتب اليونسكو للمغرب العربي، عن فخر المنظمة بدعم هذا البرنامج منذ بدايته، مؤكدًا أنه نموذج متميز للتعاون بين المؤسسات الوطنية والدولية في حماية التراث الثقافي اللامادي وصون الذاكرة الحرفية للشعوب. وأشاد بما حققه المغرب من نتائج ملموسة في تكوين الحرفيين الشباب وإبراز القيمة الإبداعية للمهارات التقليدية المغربية.
وتُكرّس هذه النسخة 15 مهنة تقليدية جديدة ذات قيمة تراثية عالية، موزعة بين فنون الفروسية التقليدية، وصناعة الجلد، والخشب، والنسيج. ومن أبرز المكرمين: سعيد ثلجاوي (صناعة المكاحل التقليدية)، وعمر النصيري (صناعة الأحذية الفروسية)، وعبد الله المومني (فن الترصيع على خشب العرعار)، وفاطمة سليماني (صناعة زرابي بني وراين)، إلى جانب حرفيين آخرين يمثلون تنوع الحرف المغربية.
وجرى، خلال الحفل، توقيع اتفاقية لتمديد الشراكة مع اليونسكو إلى غاية سنة 2031، لتواصل كتابة الدولة مسارها في تعزيز استدامة المهن التقليدية وصونها من الاندثار.
ومنذ انطلاق البرنامج سنة 2023، تم تكريم 17 حرفيًا وحرفية مصنفين ضمن “كنوز الفنون التقليدية المغربية”، أشرفوا على تكوين 157 شابًا وشابة طيلة تسعة أشهر من التدريب العملي. ومع النسخة الحالية، ارتفع العدد الإجمالي إلى 32 معلّمًا حرفيًا و307 مستفيدين، بعد إدماج 15 حرفيًا جديدًا خلال سنة 2025 سيشرفون على تكوين 150 متعلمًا في مجالات متعددة.
