الأخبارمال و أعمال

المغرب أول مصدر للورق المقوى في منطقة “مينا”

أحرز المغرب تقدماً كبيراً في سوق الورق المقوى المموج على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) ، حيث احتل المرتبة الأولى في حجم الصادرات خلال سنة 2024 بحصة بلغت 56 % من إجمالي صادرات المنطقة، وفقاً لتقرير اقتصادي حديث صادر عن منصة “إندكس بوكس” المتخصصة في التحليلات الاقتصادية.

وأشار التقرير إلى أن المغرب صدّر ما يقارب 21 ألف طن من الورق المقوى خلال السنة الماضية، وهو ما مكنه من تعزيز موقعه في سوق يشهد تحولات متسارعة على مستوى الإنتاج والطلب الإقليمي. وقد عرفت صادرات المغرب نمواً سنوياً ملحوظاً بلغ متوسطه 20.9 % بين سنتي 2013 و2024، وهو ما يعكس دينامية صناعية واضحة وتوجهاً استراتيجياً نحو تعزيز الحضور في الأسواق الدولية.

من حيث القيمة، سجلت صادرات المغرب من الورق المقوى ما مجموعه 16 مليون دولار سنة 2024، أي ما يعادل نصف القيمة الإجمالية لصادرات المنطقة. ويرى محللون أن هذا الأداء القوي يعود إلى متانة البنية الصناعية المحلية، ومرونتها في التعامل مع تقلبات السوق العالمية.

وجاءت تركيا في المرتبة الثانية بعد المغرب من حيث حجم التصدير، بما مجموعه 8.100 طن، تلتها الإمارات بـ 3.200 طن، ثم البحرين بـ 2.300 طن، وتشكل هذه الدول الأربع مجتمعة نحو 92 % من صادرات الورق المقوى في المنطقة.

ورغم انخفاض السعر المتوسط للطن على مستوى المنطقة بنسبة 13.3 % ليستقر عند 843 دولاراً، حافظ المغرب على مستوى تنافسي قوي بسعر بلغ 745 دولاراً للطن، بينما سجلت السعودية السعر الأعلى بـ 1.477 دولاراً. وأوضح التقرير أن المغرب تمكن من الحفاظ على استقرار نسبي في أسعار التصدير على مدى العقد الماضي، وهو ما عزز من حصته في السوق.

ورغم ريادته التصديرية، يظل المغرب من أبرز مستوردي الورق المقوى في المنطقة، حيث بلغت وارداته خلال سنة 2024 حوالي 7.400 طن، ليحل في المرتبة الثانية بعد السعودية التي استوردت 7.900 طن. وبلغت قيمة الواردات المغربية 9.3 ملايين دولار، متجاوزة بذلك السعودية التي بلغت وارداتها 6.9 ملايين دولار، والكويت بـ 3.8 ملايين دولار. وسجلت الجزائر أعلى سعر استيراد للطن بـ 1.645 دولار، في حين كان السعر الأدنى في العراق بـ 835 دولاراً.

ويتوقع التقرير أن يعرف الطلب على الورق المقوى المموج نمواً تدريجياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال السنوات المقبلة، حيث يُرتقب أن يصل حجم السوق إلى 5.5 ملايين طن بحلول سنة 2035، بمعدل نمو سنوي يُقدر بـ 1.9 %. أما على مستوى القيمة، فمن المنتظر أن تبلغ السوق 8.9 مليارات دولار، مدعومة بارتفاع سنوي للأسعار بنسبة 4.1 %.

وتظهر المعطيات أن المغرب بات يشكل مركز ثقل في هذا القطاع الحيوي على المستوى الإقليمي، بفضل تنافسيته السعرية، وارتفاع صادراته، وتقدمه في مجال التصنيع، مما يجعله مرشحاً بارزاً لتعزيز مكانته في السوق خلال المرحلة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى