وقّع المغرب اليوم الاثنين بجنيف، بروتوكول اتفاق مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، يهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وحماية التراث الثقافي المغربي قانونيًا على المستوى الدولي.
ووقع الاتفاق وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، مع المدير العام للمنظمة، دارين تانغ، وذلك على هامش مشاركة الوفد المغربي في أشغال الجمعيات العامة للويبو، المنعقدة من 8 إلى 17 يوليوز، بمشاركة أزيد من ألف مندوب وأربعين وزيرًا.
ويشمل الاتفاق عدة محاور رئيسية، من بينها تمكين المغرب من الاستفادة من خبرات المنظمة في مجالات الملكية الفكرية، وتطوير النظام الوطني لحماية حقوق المؤلف، واعتماد مفاهيم قانونية حديثة مثل “حق التتبع” و”حق النسخ”، من خلال إدماجها في منظومة WIPOCONNECT الدولية.
كما ينص الاتفاق على تعزيز حماية العناصر الثقافية المغربية المسجلة، على غرار “القفطان” و”الزليج”، وذلك ضمن إطار قانوني يتيح للمغرب الدفاع عن تراثه أمام الهيئات المختصة في حال التعرض للسرقة أو الاستغلال غير المشروع.
وفي تصريح عقب توقيع الاتفاق، محمد مهدي بنسعيد، أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز قدرات المكتب المغربي لحقوق المؤلف (BMDA)، وتوسيع نطاق الدفاع عن الحقوق الإبداعية من خلال الاستفادة من التجارب الدولية، مشيرًا إلى أهمية تطوير أدوات حماية جديدة تتماشى مع الديناميات الرقمية الحديثة.
وأضاف أن الاتفاق يمثل فرصة لتحديث آليات فهم الاقتصاد الثقافي، وتوسيع آفاق التكوين والكفاءات في مجالات جديدة، من ضمنها صناعة ألعاب الفيديو، التي أصبحت تشكل قطاعًا ثقافيًا متكاملًا يدمج الموسيقى والرسومات وكتابة السيناريو.
وأوضح الوزير أن المغرب باشر إجراءات تسجيل سبعة عناصر من تراثه الثقافي غير المادي لدى المنظمة، مبرزًا أن الهدف هو توسيع نطاق هذه الحماية في إطار الشراكة مع الويبو، مع التشديد على أن المملكة تُعد أول دولة تتبنى مقاربة ثقافية صِرفة في حماية تراثها، بعيدًا عن المنطق التجاري.
وقد تخللت مراسم التوقيع مشاورات ثنائية بين الوزير بنسعيد والمدير العام للويبو، تناولت مستوى التعاون بين الطرفين، والمشاريع المشتركة المقبلة، لا سيما تبادل الخبرات، وزيارات الخبراء المتخصصين في حقوق المؤلف لضمان حماية حقوق المبدعين.
