
قدم بالدار البيضاء، الباحث والأكاديمي البلجيكي-المغربي حسن بوستة، كتابه الجديد، الذي يحمل عنوان “بين ضفّتين: المغرب–بلجيكا، تواريخ متوازية، مصائر متقاطعة”. يرصد الكتاب تطور العلاقات بين المغرب وبلجيكا من منظور تاريخي وإنساني، ويعيد قراءة مسارات التقارب بين البلدين عبر مختلف الأزمنة، لاسيما خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين.
صدر هذا المؤلف بشراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج ودار النشر “Maha Éditions”، ويقدّم سرداً غنياً بالصور والمعطيات حول التفاعلات التاريخية والاجتماعية والثقافية التي جمعت البلدين رغم البُعد الجغرافي بينهما.
ويؤكد الكاتب، أن العمل لا يندرج ضمن سرد تقليدي لمسارات الهجرة أو تأريخ للوقائع الوطنية، بل هو مقاربة شاملة تتقاطع فيها حقول التاريخ، والجغرافيا السياسية، والسوسيولوجيا، وعلوم الاجتماع. ويهدف إلى تسليط الضوء على الإرث المشترك، واستعراض الاستمرارية والانقطاعات، فضلاً عن التحديات التي يتعين مواجهتها من أجل بناء مستقبل مشترك.
كما يبرز الكتاب عمق الروابط الإنسانية، إلى جانب قوة التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني بين البلدين، مقدّماً قراءة هادئة وواعية لعلاقة شهدت على مرّ السنين تقارباً متنامياً.
ويدعو المؤلف من خلال عمله إلى تجاوز الصور النمطية والقراءات التبسيطية، ويحث على استيعاب التاريخ بكل تعقيداته وغناه. ويوجه الكتاب خطابه إلى الجمهور العريض في كل من المغرب وبلجيكا، وبشكل خاص إلى الأجيال الشابة الباحثة عن الهوية والمعنى والمستقبل، منادياً بتعزيز حوار الذاكرة ومدّ جسور التواصل بين الشعوب في زمن تتقلص فيه المسافات المادية لكن تزداد فيه الفجوات الفكرية.
ويُعد هذا المؤلف مساهمة نوعية في النقاشات المعاصرة حول الهجرة والهوية والانتماء، ومرجعاً مهماً لفهم العلاقات المغربية البلجيكية من منظور جديد يزاوج بين التحليل العلمي واللمسة الإنسانية.