وكالة “إنابل” ترسم خريطة الفرص الاقتصادية في مناطق الزلزال

في إطار البرنامج الثنائي للتعاون بين المغرب وبلجيكا 2024-2029، أطلقت الوكالة البلجيكية للتنمية “إنابل” مشروعًا طموحًا لدعم الانتعاش الاقتصادي في مناطق الحوز المتضررة من الزلزال الذي ضرب المنطقة في شتنبر 2023. ويهدف المشروع إلى تحديد 100 فرصة ريادية على الأقل، وإنشاء بنك مشاريع مخصص للشباب والنساء، الذين تأثروا بشكل كبير بتبعات الكارثة.

يعتمد هذا المشروع على مقاربة ترابية تشاركية، تهدف إلى تعزيز الإدماج الاقتصادي للسكان الأكثر هشاشة وإعادة بناء الاقتصاد المحلي بشكل مستدام. كما يسعى إلى تحفيز المبادرات الريادية عبر تحليل سلاسل القيمة في القطاعات الاقتصادية الواعدة، مع مراعاة الخصوصيات المحلية.

سيقوم المشروع، الذي يندرج ضمن مكون الإدماج الاقتصادي في برنامج التعاون المغربي-البلجيكي، على تحديد الفرص الريادية في القطاعات الاقتصادية الرئيسية بالحوز، مع إعداد 20 دراسة جدوى كاملة لمساعدة الشباب والنساء على إطلاق مشاريع مدرة للدخل، وتحليل التغيرات العالمية والمحلية في المهن والقطاعات ذات الصلة، وتقييم تأثيراتها على المنطقة من حيث الفرص والتحديات، ثم إشراك الفاعلين المحليين، من سلطات وجمعيات وسكان، لضمان مواءمة المشاريع مع الاحتياجات الفعلية.

تكشف الأرقام الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط عن وضع اجتماعي صعب في المنطقة، حيث تبلغ نسبة الشباب في وضعية (NEET) (لا يعملون ولا يدرسون ولا يتلقون تكوينًا) 27.3% في مراكش-آسفي (45.5% منهم إناث) و25.8% في سوس-ماسة (38.1% إناث). وتؤكد وكالة “إنابل” أن هذه الأرقام تُبرز الحاجة الملحة لإعادة بناء الاقتصاد المحلي عبر تعزيز ريادة الأعمال، خاصة لدى الفئات الهشة.

يشكل التعافي بعد الزلزال فرصة فريدة لتعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب والنساء، الذين يمكن أن يصبحوا محركًا أساسيًا لإحياء الاقتصاد المحلي. ومن خلال إدماجهم في سلاسل القيمة المحلية، يسعى المشروع إلى تعزيز المرونة الاقتصادية وضمان تنمية شاملة ومستدامة.

يُنتظر أن تساهم مخرجات هذا المشروع، المتمثلة في خريطة الفرص وبنك المشاريع، في توجيه الاستثمارات والمبادرات نحو قطاعات واعدة، مما يعزز إقلاع اقتصادي متين ومنصف في مناطق الكارثة.