وقّعت الحكومة، اليوم الثلاثاء 13 ماي بالرباط، اتفاقيتي شراكة لدعم تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية في المغرب، وذلك في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز التكوين وفتح آفاق مهنية جديدة أمام الشباب.
الاتفاقية الأولى جرى توقيعها بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتهدف إلى إطلاق تكوينات جامعية جديدة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، تشمل مستويات الدبلوم التقني (باك +2)، الإجازة، والماستر، إضافة إلى إحداث مختبرات للألعاب الإلكترونية (Game Labs) داخل الجامعات العمومية.
ومن المرتقب أن تنطلق هذه التكوينات في شتنبر المقبل بجامعات جهة الرباط-سلا-القنيطرة، في مرحلة أولى نموذجية، على أن تُعمم على باقي الجهات ابتداء من الموسم الجامعي 2026-2027.
أما الاتفاقية الثانية، فجمعت بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT)، وتهدف إلى تطوير تكوينات تأهيلية في مهن مرتبطة بصناعة الألعاب الإلكترونية، تشمل “caster e-sport”، و”streamer e-sport”، و”مختبر ألعاب فيديو”.
وتهدف هذه المبادرة إلى تمكين الشباب من ولوج أكثر من 150 مهنة رقمية جديدة، وتوفير الكفاءات الوطنية القادرة على مواكبة هذا القطاع الواعد، الذي تُقدّر معاملاته عالمياً بنحو 300 مليار دولار.
وفي تصريحات عقب حفل التوقيع، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن هذه الخطوة تندرج ضمن استراتيجية الوزارة لدعم تشغيل الشباب، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية في مجال الصناعات الثقافية، مشيراً إلى أن المغرب يطمح إلى حصد 1% من السوق العالمية للألعاب الإلكترونية.
من جهته، شدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، على أهمية الاتفاقيات في تسريع وتيرة الابتكار، ودعم المقاولات الناشئة وتشجيع البحث العلمي، مؤكداً التزام القطاع بدعم التكوينات المستقبلية وتعزيز مكانة المغرب كمطوّر للألعاب الإلكترونية، بدل الاكتفاء بدور المستهلك.
ويأتي هذا التوجه الحكومي في سياق السعي لتحويل المغرب إلى منصة إقليمية للصناعات الإبداعية، خاصة في ظل اهتمام متزايد من قبل مستثمرين دوليين، وتنامي الطلب على الكفاءات المتخصصة في هذا المجال.
