
شهدت مدينة مراكش، خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 18 ماي 2025، تنظيم عرض رقمي ضخم تحت عنوان “ثلاث ليالٍ، 12 جهة، مملكة في مشهد رقمي”، وذلك على طول شارع “إم أفنيو” الشهير، حيث تحوّل الفضاء إلى منصة عرض غامرة احتفت بجمال وتنوع التراث المغربي، وجمعت بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة في تجربة بصرية غير مسبوقة.
وأقيمت العروض من الساعة الثامنة مساءً حتى الواحدة صباحاً، وشهدت حضور الآلاف من الزوار من داخل المغرب وخارجه، حيث تم تقديم تجربة رقمية غامرة مزجت بين المشاهد الطبيعية الخلابة، والفنون التقليدية، والموسيقى التراثية، باستخدام أحدث تقنيات العرض الضوئي والإسقاط ثلاثي الأبعاد.
وانطلقت فعاليات المعرض الرقمي من خلال استقبال الزوار عبر مداخل مضيئة بتصاميم هندسية معاصرة، تخللتها عروض موسيقية حية ونقاط تفاعلية لالتقاط الصور، قبل الانطلاق في رحلة بصرية ثلاثية المحاور، أبرزت في فصلها الأول “جذور المملكة”، من خلال مناظر طبيعية من الصحراء الكبرى إلى جبال الأطلس والمواقع المصنفة من طرف اليونسكو.
أما الفصل الثاني، فقد سلّط الضوء على الحرف التقليدية المغربية من نسيج وفخار، ونقش على النحاس والجلد، مجسداً ثراء الموروث الحرفي المغربي، فيما اختتمت العروض بفصل “رحلة عبر جهات المغرب الـ 12″، حيث أُبرزت التنوع الثقافي والأطباق المحلية، والموسيقى التقليدية مثل كناوة والملحون وأحواش.
واختتم العرض بمشهد رمزي جمع بين العلم المغربي المتحرك وسط سماء مرصعة بالنجوم ومشهد العودة إلى الكثبان الرملية، في لوحة جسّدت روح المغرب الخالدة وتنوعه الثقافي.
وأكد المنظمون أن هذا الحدث الرقمي يندرج ضمن جهود جعل “إم أفنيو” جسراً بين التراث والابتكار، وتعزيز مكانة مراكش كوجهة للثقافة الحية والتجارب التفاعلية الحديثة، مع وعد بتجديد الحدث في نسخة جديدة خلال السنة المقبلة.