أعلنت شركة Steadright Critical Minerals الكندية عن توقيع بروتوكول تفاهم مع المساهمين في شركة NSM Capital المغربية، والتي تسيطر على مساحة تقدر بـ160 كيلومترًا مربعًا من تصاريح الاستكشاف المعدني المتجاورة، الواقعة في منطقة “كاب جوبي” قرب طرفاية على الساحل الأطلسي المغربي. وتستهدف هذه الاتفاقية تطوير مشروع TitanBeach، الذي يحتوي على كميات واعدة من ثنائي أكسيد التيتانيوم (TiO₂)، أحد المعادن المصنفة كـ “حرجة واستراتيجية” في العديد من الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي.
وبموجب الاتفاق، تسعى Steadright إلى الاستحواذ على حصة تصل إلى 80% من المشروع، مع تأكيد إمكانية تحويل تصاريح الاستكشاف الحالية إلى تصاريح إنتاج فور الانتهاء من الأعمال الاستكشافية وتأكيد وجود موارد معدنية قابلة للاستغلال الاقتصادي.
تشير البيانات الفنية الأولية للمشروع، المستندة إلى عيّنة جيولوجية تم أخذها في 2023، إلى أن محتوى الحديد بلغ 42% Fe، بينما بلغت نسبة التيتانيوم حوالي 4.7% Ti، وهو ما يعزز الإمكانات الاقتصادية للموقع.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه سوق المعادن الحرجة تحولات استراتيجية متسارعة، نتيجة ارتفاع الطلب العالمي، واضطرابات متكررة في سلاسل الإمداد، وارتفاع تكاليف المواد الخام، إلى جانب السياسات التجارية الحمائية والتوترات الجيوسياسية. وقد أسهمت هذه العوامل في ارتفاع ملحوظ في أسعار TiO₂، حيث تجاوز سعر الطن الواحد من ثاني أكسيد التيتانيوم عالي النقاء (بنسبة نقاء تفوق 95%) 1,500 دولار، بعد أن تضاعف خلال السنوات الثماني الماضية.
ويُعد TiO₂ من المواد الحيوية التي تدخل في صناعات استراتيجية تشمل الطيران، والدفاع، والتقنيات الطبية، نظرًا لخصائصه الفريدة، مثل الصلابة العالية، والخفة، والمقاومة الاستثنائية للتآكل. ووفقًا لما أوردته الشركة على موقعها الرسمي، فإن مشروع TitanBeach “يمتلك موقعًا استراتيجيًا يؤهله للعب دور محوري في تلبية الطلب العالمي المتزايد على ثاني أكسيد التيتانيوم، ورفد الأسواق الصناعية بمعادن عالية الجودة لدعم الابتكار الصناعي في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية”.
وتعكس هذه الصفقة توجّهًا واضحًا من قبل الشركات الكندية نحو تنويع مصادر المعادن الحرجة خارج الأسواق التقليدية، لا سيما في ظل الهيمنة المحدودة لعدد من الموردين العالميين، مثل الصين، على هذه الموارد. كما تمثل شراكة Steadright مع NSM Capital نموذجًا ناجحًا للتكامل بين الاستثمار الأجنبي والخبرة الجيولوجية المحلية، ما يعزز من جاذبية المغرب كمركز إقليمي ناشئ لاستكشاف واستغلال المعادن الاستراتيجية.