بدأ حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم الخميس 5 يونيو 2025، بالتوافد على صعيد عرفات، لأداء الركن الأعظم من أركان الحج، وذلك بعد استكمال مبيت عدد منهم في مشعر منى ليلة الثامن من ذي الحجة.
ومع غروب شمس يوم التروية، صعِد الحجاج إلى عرفات، حيث يُعد الوقوف بهذا المشعر الركن الأهم في فريضة الحج، إذ “الحج عرفة”، ومن فاته هذا الوقوف فاتته الفريضة.
ووفقًا للجهات المنظمة، تُدار عملية التصعيد إلى عرفات من خلال قطار المشاعر، الذي خصص لنقل 350 ألف حاج، إضافة إلى 24 ألف حافلة تعمل بنظام التردد عبر مسارات محددة وخطة مرورية دقيقة.
وفي إطار تحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، تم تظليل 85 ألف متر مربع من ساحة مسجد نمرة بـ320 مظلة، مع تثبيت 350 عمودًا للرذاذ وتشجير المنطقة المحيطة، كما خُصصت مساحة 60 ألف متر مربع لتظليل وتبريد المسارات داخل مشعر عرفات، ودُعّمت بمراوح رذاذ لتخفيف آثار حرارة الشمس.
ويواكب هذا الحشد الكبير تواجد ميداني مكثف للقطاعات الأمنية والطبية والخدمية، حيث جرى تشغيل مستشفى جبل الرحمة وعدد من المراكز الصحية والنقاط الإسعافية لتقديم الرعاية العاجلة للحالات الطارئة.
كما تم اعتماد أنظمة إلكترونية لمراقبة الحشود وإدارة الحركة داخل المشعر، إلى جانب توفير فرق للتوعية والإرشاد، مع ترجمة خطبة عرفة إلى 34 لغة، وتفعيل تطبيقات ذكية لتوجيه الحجاج ومساعدتهم في معرفة أماكنهم ومواعيد التفويج.
ومن المرتقب أن يؤدي الحجاج اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في مسجد نمرة، ثم يشرعون في النفرة إلى مزدلفة للمبيت، على أن يتوجهوا بعد ذلك إلى منى لاستكمال باقي المناسك.
ويغطي مشعر عرفات مساحة تقارب 33 كيلومترًا مربعًا، ويتميّز بأرضه المستوية المحاطة بالجبال، أبرزها جبل الرحمة، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 65 مترًا عن سطح الأرض، وتعلوه شاخصة بارتفاع 7 أمتار، ويحمل هذا الجبل عدة تسميات، من بينها “جبل الدعاء” و”جبل التوبة”.