احتضن مركب ميغاراما بالدار البيضاء، مساء أمس السبت، العرض ما قبل الأول للفيلم المغربي “الربحة” Jackpot، وسط أجواء مفعمة بالحماس والترقب، وبحضور أبطاله وطاقم العمل الفني.
من إخراج رشيد محب، ينقل الفيلم جمهوره إلى عمق الأحياء الشعبية للعاصمة الاقتصادية، حيث يلتقي الواقع الاجتماعي الفج بخيوط الكوميديا السوداء والدراما الرقمية، في عمل يجمع بين الفكاهة والنقد الاجتماعي الذكي.
تدور قصة “الربحة” حول ثلاثي من الشباب البسطاء: شكري، صطيفة، وميمون، الذين يعيشون على الهامش، يحلمون بالهجرة نحو الضفة الأخرى لتحقيق أحلامهم، شباب بعيد عن العوالم الرقمية التي تشغل شباب اليوم، مثل “اللايف” و”الترند”، التي أصبحت تفتح أبواب الثروة.
كان هؤلاء الشباب يكتفون بحياتهم اليومية الرتيبة في حي شعبي، قبل أن تقلب فتاة عائدة من الخارج موازين يومياتهم، بسيارة فارهة وسر غامض. ما الذي غير حياتها؟ الجواب كان بسيطاً ومفاجئاً: “تيك توك”.
من لحظة الانبهار إلى أول بث مباشر، يجد الأصدقاء أنفسهم في مسار تصاعدي من الشهرة والربح، لكن في العالم الافتراضي، ليس كل ما يلمع ذهبا. دخولهم لعالم “سيمو كريبطو”، الشخصية التي أداها النجم رفيق بوبكر باحترافية عالية، المستثمر الرقمي الغامض، سيحول حلمهم إلى كابوس رقمي، عندما تنقلب الشهرة إلى مطاردة أمنية، والربح السريع إلى عملية احتيال تهز سوق البورصة الوطنية.
الفيلم لا يكتفي بالسرد المشوق، بل يمسك بعدسة ساخرة وواقعية بتفاصيل دقيقة من يوميات الشباب المغربي، في عصر أصبح فيه الحلم لا يحتاج أكثر من كاميرا وهاتف ذكي… وخط رفيع يفصل بين النجاح والفضيحة.
على مستوى الأداء، تميز طارق البخاري ورفيق بوبكر بخفة دم طبيعية وإيقاع كوميدي رشيق، بينما أضفت نجاة الوافي وعمر لطفي عمقاً درامياً مؤثراً على العمل. أما زهير زائر ووصال بيريز، فقد رسما شخصيتين نابضتين بالحياة، في حين فاجأ عبد القادر الخراز، العميد السابق واليوتوبر المعروف، الجمهور بحضور مميز أضفى على المشاهد البوليسية مصداقية مثيرة للاهتمام.
“الربحة” فيلم يمزج بين سخرية الواقع الافتراضي ووجع الحقيقة اليومية، وبين ضحكة عفوية ورسالة اجتماعية لا تخلو من المرارة. فيلم يلامس جيلاً يبحث عن معنى في زمن “البوز” و”اللايكات”، ويذكّرنا جميعاً أن الثروة السريعة قد تكون بداية النهاية.
ابتداءً من 11 يونيو 2025، يعرض فيلم “الربحة” في مختلف القاعات السينمائية، فيلم جدير بالمشاهدة، يجمع بين الإثارة، الضحك، والعمق والدموع.
