
يواصل المنتخب المغربي كتابة فصولٍ جديدة من المجد الكروي، وهذه المرة ليس في البطولات فحسب، بل في سجلات التصنيف العالمي للمنتخبات الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وبعد الفوز المهم على المنتخب التونسي، أصبح “أسود الأطلس” على بُعد خطواتٍ قليلة من دخول قائمة أفضل عشرة منتخبات في العالم، في إنجازٍ سيكون له بعد رمزي وتاريخي كبير، خاصة على الصعيدين العربي والأفريقي.
وفقًا للتصنيف الشهري الأخير للفيفا (صادر في 3 أبريل 2025)، يحتل المنتخب المغربي المركز الثاني عشر عالميًا برصيد 1694.24 نقطة، خلف كلٍّ من كرواتيا (11) وألمانيا (10) وإيطاليا (9). وما يجعل الحلم المغربي قاب قوسين أو أدنى هو الفارق الطفيف في النقاط؛ إذ يحتاج المنتخب إلى ثلاث نقاط تقريبًا فقط لتخطي ألمانيا والدخول إلى العشرة الأوائل، وهو فارق قابل للتعويض في مباراة واحدة إذا ما جاءت نتائج المنافسين لصالحه.
سيواجه المغرب منتخب بنين في مباراة مرتقبة ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026. الفوز في هذه المباراة، خصوصًا إذا تحقق بفارق مريح، سيمنح الأسود دفعة مهمة في الترتيب، قد تصل إلى ثلاث نقاط، وهو ما يكفي لدخول قائمة العشرة، بشرط أن تتعثر منتخبات أخرى.
على الجانب الآخر، لا تبدو فرص المنتخب الإيطالي كبيرة في تعزيز رصيده، إذ سيواجه منتخب مولدوفا، المصنف في مركز متأخر جدًا، ما يعني أن الفوز لن يمنحه نقاطًا تذكر. أما كرواتيا، صاحبة المركز الحادي عشر، فتنتظرها مواجهة أكثر صعوبة أمام التشيك، وقد يؤدي أي تعثر فيها إلى تراجعها في الترتيب، وهو ما يخدم الطموح المغربي.
في حال تحقق هذا السيناريو، سيُسجّل المنتخب المغربي إنجازًا تاريخيًا جديدًا بانضمامه إلى نادي المنتخبات العشرة الأوائل عالميًا. ورغم أن المغرب سبق أن بلغ هذا المركز في تصنيف أبريل 1998، فإن عودته اليوم ستكون أكثر رمزية، لكونها تأتي بعد طفرة كروية كبيرة قادته إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، وتأكيدًا على الاستمرارية والتطور في الأداء والمشروع الرياضي.
ورغم أن منتخبات أفريقية مثل نيجيريا والكاميرون سبق لها أن احتلت مراكز متقدمة في التسعينيات، إلا أن المغرب سيكون أول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز مرتين، مما يعزز مكانته كقوة كروية صاعدة بثبات في الساحة الدولية.
يبقى الموعد المفصلي هو 10 يوليوز 2025، حين يصدر الفيفا تحديثه الشهري المقبل. حتى ذلك الحين، سيحمل المغاربة آمالًا كبيرة على أكتاف لاعبيهم، الذين باتوا قريبين من كتابة فصل جديد في تاريخ الكرة الوطنية.